انتهت يوم أمس الاثنين أشغال المنتدى المركزي بالدار البيضاء في نسخته الرابعة ، الذي جمع صناع القرار في المجال العمومي وعالم الأعمال ، والمنظم من طرف المهندسين المركزيين خريجو المدرسة المركزية بفرنسا والمدرسة العليا للكهرباء ، والذي تم تنظيمه تحت موضوع: "المغرب-إفريقيا، وسطٌ لشبكات رجال الأعمال وتبادل المهارات". وحسب المنظمين ، فإن اختيار الموضوع الرئيسي لأشغال المنتدى ، المتعلق بالمغرب وإفريقيا ،جاء انسجاما مع التزامات المغرب بضمان شراكة مستدامة مع دول القارة الإفريقية، وأن مساهمة الخريجين المركزيين والمدرسة العليا للكهرباء ترتكز على تقديم توصيات ملموسة لصناع القرار في المغرب وفي البلدان الإفريقية الشريكة حول المواضيع التي تطرق إليها المنتدى. وأبرز المنظمون ، أن المغرب حافظ على تاريخ غني وفريد من نوعه مع إفريقيا يرجع إلى آلاف السنوات، فالموقع الجغرافي للمغرب وعمقه التاريخي يُميزانه عن غيره من البلدان في القارة ، هذا فضلا عن قرون عديدة من الروابط الاقتصادية، الثقافية أو الروحية ، وخاصة مع إفريقيا جنوب الصحراء. كما أن تعزيز المغرب للتبادلات مع القارة، خصوصاً مع الدول الناطقة باللغة الفرنسية غرب إفريقيا ، والذي يستند على ثراء شبكات المغرب الاقتصادية، العلمية والجامعية أيضاً ، هو شيء جد إيجابي. وأوضح المنظمون ، أن المغرب يعتبر ، وبشهادة أحد المسئولين الأوروبيين واحدا من البلدان الثلاث الناطقة باللغة الفرنسية الأكثر نشاطاً في إفريقيا، إلى جانب كندا وبلجيكا، ويستند هذا التصنيف بالدرجة الأولى على 26 اتفاقية التي تم التوقيع عليها من قبل المغرب والعديد من الدول الإفريقية في فبراير من سنة 2014، وذلك على هامش الزيارات التاريخية التي قام الملك محمد السادس إلى افريقيا خلال نفس الفترة. وقد عرف المنتدى تنظيم ثلاث ورشات كفضاءات للتبادل بين الخبراء المغاربة والأفارقة بغرض إنتاج توصيات عملية وذات صلة ، فالورشة الأولى انصبت على أمور البنيات التحتية واللوجيستيك، والتي ناقشت الطرق الفعالة التي تُمكن من بناء دورات لوجيستية فعالة، متصلة وقادرة على لعب دور تسهيل التجارة الداخلية والتجارة مع أوروبا ، مع استحضار التجارب الناجحة في المغرب المبنية على آليات الشراكة بين القطاعين العام والخاص. أما الورشة الثانية ، فقد همت موضوع تنمية المقاولات الصغرى والمتوسطة ، مع اقتراح مجموعة من الآليات لتعزيز دور القطاع الخاص في القارة استناداً على التجربة المغربية، كما درست أيضاً الآليات العابرة للحدود التي تُمكن من الشراكة بين المقاولات الصغرى والمتوسطة للقارة وبين اتحاد الفاعلين في مختلف القطاعات. وبخصوص الورشة الثالثة والأخيرة ، فقد تطرقت إلى موضوع اكتساب ومشاركة المهارات ، حيث تم تحليل التجارب الأكثر نجاحاً والتي مكَنت المغرب من إنشاء قطاعات مثمرة ترتكز على المهارات المكتسبة والمتطورة وذلك عن طريق الطلب العمومي، الطلب المحلي والاستثمارات المباشرة الأجنبية. ويشار إلى أنه كان من بين المتدخلين في هذا المنتدى ، كل من ، مولاي حفيظ العلمي، وزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي، ألي نكوي نديي، وزير الصناعة والمعادن السنغالي، سعيد إبراهيمي، المدير العام للقطب المالي للدار البيضاء، بوبكر الجاي، المدير العام لمجموعة التجاري وفا بنك ، و غيثة لحلو، مديرة المدرسة المركزية للدار البيضاء. ويذكر ، أنه وحسب معطيات المنظمين ، فإن شبكة الخريجين المركزيين من المدرسة المركزية بباريس ، تضم حوالي 20 ألف عضو نشيط في فرنسا وفي جميع أنحاء العالم. أما في المغرب، فتضمّ حوالي 500 خريج يتحمل أغلبهم مسؤوليات مهمة في جميع قطاعات الأنشطة الصناعية، الخدماتية ، المالية أو الوظيفة العمومية ؛ وهي تهدف إلى دعم أعمال المدرسة، تعزيز علامة المدرسة أو لتقديم خدمات لأعضائها: زيارات، مؤتمرات شهرية، الخ. ومنذ سنة 2007، نظمت رابطة المركزيين في المغرب كل سنتين "المنتدى المركزي" الذي يجمع صناع القرار من عالم الأعمال والقطاع العمومي لمدة يومين حول موضوع ذو صلة بآخر المستجدات، الطاقة في سنة 2007، الحركية المستدامة سنة 2010 والإدارة الإلكترونية سنة 2012. أما رابطة Supélec ، وهي رابطة المهندسين الخريجين من المدرسة العليا للكهرباء تضم حوالي 14 ألف عضو نشيط، وتتمثل مهمتها في تقوية الصلة بين المدرسة، الطلاب المهندسين والخريجين. أما في المغرب، فتضم رابطة مهندسي Supélec حوالي 300 عضو نشيط في مختلف القطاعات الاقتصادية: الصناعة، الخدمات، الإدارة، الاقتصاد، الجامعات والبحوث..