تميز اللقاء، الذي يدخل في إطار مشروع NAMAE لتطوير وإدارة المحتوى، وتعزيز حرية التعبير والصحافة الرقمية عبر الحدود، بعرض مجموعة من الأطروحات، التي تهدف إلى خلق أرضية مشتركة للتنسيق والتعاون بين الصحافيين من الأندلس والمغرب، إلى جانب تم عرض شريط وثائقي قصير عن مسرح سيرفانتيس في أيامه المجيدة، يشمل شهادات لمؤرخين ومهتمين مغاربة وإسبان، ولقطات من العروض الفنية التي شهدها المسرح، الذي كان أيقونة ثقافية أيام طنجة الدولية. ووجه المتدخلون الإسبان والمغاربة دعوة للمسؤولين في البلدين، بضرورة التدخل من أجل التعاون وإرجاع المسرح إلى سابق عهده، معتبرين ذلك تكريسا للتعاون المتبادل، وتعزيزا لأواصر الصداقة الموجودة بين الشعبين، كما عرض المنظمون شريطا وثائقيا آخر،حول جريدة إسبانيا،التي كانت تتخذ من مدينة طنجة مقرا لها. وأشارت أنطونيا مانفريدي، عميدة المدرسة المهنية للصحافيين بالأندلس، أن وجودها في مدينة طنجة يدخل في إطار مشروع يضم ثلاثة محاور تسعى مؤسستها وباقي الشركاء المغاربة والإسبان والأوروبيين إلى تنفيذه وإعادة الحيوية له، حيث يشمل إصدار جريدة رقمية مبتكرة ستبث موادا باللغتين الإسبانية والعربية، ستهم أساسا مواضيع لها علاقة بالشؤون الثقافية والاجتماعية والرياضية والاقتصادية، بالإضافة إلى تكوين شبكة من النساء المحترفات من مدينة قادش ومن شمال المغرب، خصوصا من طنجة، لتدريبهن لكي يُصبحن فاعلات في مجال الإعلام، وجعلهن مصدرا من مصادر الخبر في اتجاه تعزيز وجود النساء في وسائل الإعلام، ومساعدتهن لاجتثاث النظرة الدونية، التي توجد فيها المرأة في وسائل الإعلام. وختاما يهدف المحور الثالث إلى استعادة الذاكرة التاريخية لمسرح سيرفانتيس وجريدة "إسبانيا"، التي كانت تصدر من طنجة، من خلال إثارة انتباه المسؤولين في كلا البلدين، قصد التدخل لإعادة الحياة لمسرح سيرفانتيس على وجه الخصوص. وكذا إعادة العروض المسرحية والفنية التي كان يعرفها في الماضي، قبل أن يتحول إلى مبنى مهجور. من جانبه، ثمّن يونس مجاهد هذا اللقاء، معتبرا مسرح سيرفانتيس وصحيفة "إسبانيا" من التراث المشترك بين الشعبين، وجزء لا يتجزأ من تاريخ المغرب ومنطقة الشمال داعيا الى حمايةالذاكرة الثقافية. تجدر الإشارة إلى أن المشروع مُموّل من طرف الصندوق الأوروبي للدعم الجهوي، ومعهد الشغل والتنمية السوسيو اقتصادية والتكنولوجية بإسبانيا، وبلدية قادس،وبشراكة مع النقابة الوطنية للصحافة المغربية وهيئات أخرى.