التئم، نهاية الأسبوع الماضي برحاب كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية التابعة لجامعة القاضي عياض بمراكش، عدد من الباحثين لدراسة أهمية التفكير والبحث الاستراتيجيين لتجويد السياسات. وشكل هدا اللقاء، الذي نظمته مجموعة البحث حول الإدارة والسياسات العمومية ومختبر الدراسات الدولية وتدبير الأزمات بشراكة مع مركز دراسات الدكتوراه التابع للكلية، فرصة للمشاركين لمناقشة إشكالية التفكير والبحث الاستراتيجيين كأداة منهجية لا غنى عنها بالنسبة للدول التي تسعى إلى فهم التحولات في سياقها الوطني والإقليمي والدولي، وكذا اتخاذ إجراءات عقلانية من أجل تأمين مصالحها على المدى القريب والبعيد. وتناولت مداخلات المشاركين أوجه الدبلوماسية في الدفاع عن المصالح والبحث عن السلم والأمن الدوليين، وعلاقة الإستراتيجية بمجموعة من الجوانب التاريخية والجغرافية والاقتصادية. وتطرقت إحدى مداخلات المشاركين إلى حالة القطاع الصحي من خلال تشخيص داخلي وخارجي، مع الوقوف على الاختلالات التي يعرفها القطاع على مستوى جودة الخدمات المقدمة، وضعف التمويل وعجز الانتشار الجغرافي على الوفاء بالحاجيات الصحية الضرورية، والحديث عن التصاميم الوطنية التي عرفها المغرب منذ الاستقلال، إضافة إلى قراءة في توجهات القطاع بعد الربيع العربي وأهم الأهداف المسطرة لتأهيل القطاع. ونبه إدريس لكريني مدير مختبر الدراسات الدولية حول إدارة الأزمات بجامعة القاضي عياض في مداخلة له، إلى أن كسب رهانات التخطيط والإدارة الاستراتيجيين، لا يمكن أن يتأتى بصورة متطورة ومقنعة، دون المرور عبر إرساء التفكير الاستراتيجي،مبرزا أهمية هذا الأخير في تدبير الأزمات كعلم يسعى للتنبؤ بالأزمات مشيرا إلى أهمية ترسيخ ثقافة تدعم التدبير الناجع والاستباقي للأزمات والكوارث. ونوه الحسين اعبوشي عميد كلية الحقوق بجامعة القاضي عياض، بأهمية هذا اللقاء كموضوع هام في حقل العلوم الاجتماعية يدعو للتأمل على سبيل تجويد السياسات، وبدوره في تكوين الطلبة الباحثين وتطوير قدراتهم العلمية والمنهجية. من جانبه، أوضح محمد الغالي رئيس شعبة القانون العام، أهمية البحث العلمي بشكل عام في عالم اليوم، مشيرا إلى كلفة عدم استحضار البعد الاستراتيجي في صناعة السياسات العمومية، وتساءل إلى أي حد يمكن للحكومة أن تتقيد بما تطرحه مراكز البحث والجامعات من أفكار وخلاصات علميين؟ وهل يمكن الوصول لمجتمع المعرفة دون إيلاء الأهمية للجامعة في صناعة القرارات وفي عقلنتها؟ وتضمن برنامج هذا اليوم الدراسي جلستين علميتين، حيث تطرق المشاركون إلى مواضيع همت، على الخصوص، "تقنيات المساعدة على صناعة القرار"، و"أصل ومساهمات وحدود النظرية الإستراتيجية لوقاية فشل المقاولات المغربية"، و"التشخيص الاستراتيجي وآفاق القطاع الصحي بالمغرب"، و"السياسة الضريبية بالمغرب والرؤية الإستراتيجية للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي"، و"التدبير الاستراتيجي للنزاعات : أي دور للدبلوماسية الوقائية؟"، و"من التخطيط إلى التفكير الإستراتيجي"، و"شروط العمل الجماعي".