غدا الأحد، بملعب سوكر سيتي بجوهانسبورغ، سينهي مونديال جنوب إفريقيا آخر فصل في شوط الإثارة.. المونديال الذي تتبع العالم وقائعه كاملة عبر شاشة التلفاز، وفضل آلاف المتفرجين التنقل إلى بلاد البافانا بافانا ليعيشوا المتعة كاملة في ملاعبه. كلكم تخيلتم نهاية رائعة قد تكون البرازيل والأرجنتين أحد طرفيها، ولكن المونديال هذه المرة أهدى عرسه النهائي لطواحين هولندا والمتادور الإسباني، في وقت كانت فيه كل المنتخبات الأخرى مجرد أحصنة خشبية فقط. فرنسا، خرجت من الدور الأول صاغرة، ومعها إيطاليا حاملة اللقب. هولندا حققت إنجازا كبيرا بفوزها في ست مباريات، وعبرت إلى نصف النهاية بفوزها على منتخب الصامبا، قبل أن تكمل سباقها نحو النهاية بفوز مستحق على آخر ممثل لكرة أمريكا اللاتينية، كان روبن ومعه أسماء أخرى يقدمون لعبا جيدا، في وقت اعتبر فيه البعض قبل بداية المنافسات، المنتخب البرتقالي مجرد فريق مغمور قد تتوقف مشاركته في الأدوار الأولى، لم يكن أكبر المتفائلين يرشح هولندا للوصول إلى مباراة النهاية، حتى وإن كانت تتوفر على لاعبين متمرسين، حققت الاستثناء ووصلت إلى نهاية المونديال للمرة الثالثة بعد أن عاكسها الحظ في الظفر باللقب في دورات أخرى سابقة. وبجنوب إفريقيا كبر الحلم سريعا، هولندا تبحث عن لقبها للمرة الأولى ومعها إسبانيا التي تبحث بدورها عن أول تتويج في المونديال. إسبانيا التي افتتحت أولى مبارياتها بالمونديال بهزيمة ضد سويسرا عادت لتحجز لنفسها مقعدا في الدور الثاني قبل أن تشد أنظار كل المتتبعين بمباراة كبيرة في نصف النهاية ضد المانشافت الألماني، وكسبت احترام الخصوم، فقد صرح المدرب الهولندي أن «إسبانيا فريق كبير، لا نخشاه، ولكن نحترمه» في حين اعترف ديلبوسكي بخطورة المنتخب الهولندي الذي يعرف كيف يسيطر على الكرة، وبأن المواجهة ستكون صعبة للغاية. وقد صرح النجم العالمي كرويف قبلها أن إسبانيا ستفوز باللقب حتى بعد انهزامها ضد سويسرا وهو ما اعتبره البعض ضربا من الجنون. هولندا ضد إسبانيا في نهاية مونديال جنوب إفريقيا، مواجهة بطعم أوروبي، قد يصعب التكهن بنتيجتها، ولكن الشيء الأكيد هو أن أوروبا كلها سعيدة بهذه النهاية، فهذه المرة على الأقل سيبقى الكأس في القارة العجوز. فلمن تهدي»الماما أفريكا» كأسها العالمية؟