سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تفاصيل جريمة قتل فتاة من أجل الاستيلاء على ميراثها في بني ملال «مول الباش والعطار» قطعا الجثة إلى أربع عشرة قطعة وأخفيا الرحم والجهاز التناسلي وأتلفا البصمات
يتذكر سكان حي العامرية قصة «ليلى» الفتاة العشرينية التي قطع جسدها إلى أربع عشرة قطعة، فيما يقضي القاتلان ما تبقى من عمرهما بالسجن بعد حكم بالإعدام ابتدائي وآخر استئنافي بقطب الجنايات بمحكمة بني ملال، «ليلى» الشابة التي وثقت في جارها لم تكن تتوقع أن يكون هو قاتلها طمعا في ثروتها الكبيرة، فيما لم يكن القاتل وصديقه يتوقعان أن تنكشف جريمتهما وهما اللذان حرصا على تنفيذها بدقة متناهية، قصة جريمة تعيد نقل أبشع جرائم بني ملال خلال العقود الأخيرة . في إحدى ليالي سنة 1987 كانت «يامنة» المرأة الوحيدة ترمق الطفلة التي تبنتها قبل سنوات وقد أصبحت شابة يافعة، فكرت «يامنة» في رحيل هذه الشابة عنها، هل تبقى وحيدة أم تفكر في تبني صبية أخرى تؤنس وحدتها؟ اقتنعت «يامنة» بضرورة تبني صبية صغيرة، كانت حينها مولودة جميلة اختارت لها من الأسماء «ليلى»، كبرت الصغيرة وترعرعت قبل أن تعيش حياة مراهقة توفر فيها «يامنة» كل ما تطلبه الفتاة اليافعة، كانت أزقة حي العامرية تشهد فصولا من رونق وتألق هذه الفتاة التي لم تبلغ العشرين بعد، كانت يامنة تعد أيامها الأخيرة عندما تنبهت ذات يوم إلى ضرورة توثيق أملاكها باسم «ليلى»، بعد شهر واحد على تفويت أملاكها، رحلت يامنة وتركت أموالا ومنازل وسط مدينة بني ملال آلت كلها ل«ليلى». فترة الحداد وتحديات الجشع والطمع
رحلت «يامنة» ولم تشعر ليلى بعدها بفقدان السيدة التي لم تبخل عليها بشيء، كان «محمد مول الباش» وأخته «خ» خير مؤنس للفتاة «ليلى»، إذ تجلس أسفل الدرج بمحاذاة ورشته الصغيرة لخياطة الخيام، حاول مرات كثيرة إقناعها بأن تتزوجه دون جدوى، لم يكد يمر شهران على وفاة الأم «يامنة» حتى لاحت فكرة بيع أحد المنازل واستبداله بشراء منزل في أحد «الأحياء الراقية» بالمدينة، كان «محمد مول الباش» هو الذي أشرف على عملية البيع، حارت «ليلى» كيف تحافظ على مبلغ 42 مليون سنتيم، اقترح عليها أن تودع المبلغ كاملا بالبنك بعد فتح حساب بنكي، جرت بسرعة ونزلت الدرج بمجرد توصلها بالبطاقة البنكية وبالرقم السري الخاص، كانت وجهتها «محمد مول الباش» الرجل الثقة الذي سيدلها على كيفية استعمال البطاقة الالكترونية. ليلى بين الغياب و«الحريك» كانت أخت «ليلى» بالتبني تنتظر على مائدة العشاء، لقد وعدتها «ليلى» بالعودة لقضاء ليلة بمنزل الأخت الخاص، حاولت أن تتصل بهاتف «ليلى»، كان صوت المجيب الآلي يصدها في كل مرة، اتجهت الأخت في اليوم الموالي باكرا إلى بيت «ليلى» طرقت الباب، الجيران أكدوا أنهم لم يروها، سألت «محمد مول الباش»، لكنه لم يخبرها بشيء، إذالك اتجهت الأخت إلى مفوضية الشرطة ببني ملال وأبلغت عن اختفاء شقيقتها، مرت بضعة أيام لتتلقى اتصالا هاتفيا، صوت نسائي يخبرها بأن «ليلى» فشلت في رحلة «الحريك» إلى اسبانيا، انقطع الاتصال الهاتفي دون أن تتمكن أخت «ليلى» من معرفة هوية المتصل أو رقم هاتفه. تفاصيل جريمة بشعة كلما كانت «ليلى» تصد «محمد مول الباش» وترفضه يزداد غضبه، اتصل بصديقه وابن بلده «مصطفى العطار»، واقترح عليه الحصول على ثروة كبيرة في ظرف قياسي، وشرعا في التخطيط للتنفيذ، طلب «محمد مول الباش» من «ليلى» الدخول بيته في انتظار بائع البيت الجديد الذي كانت تبحث عنه، شرعت «ليلى» في شرب الشاي والتقاط حبات «اللوز» في حين تظاهر محمد بإجراء مكالمة هاتفية، وفي رمشة عين أطبق يده على فمها، وأمسكها من ذراعها، كانت «ليلى» تعتقد أن محمد يحاول مداعبتها، لم تقاوم كثيرا، لكن طعنات سكين صديقه «مصطفى العطار» حولتها جثة هامدة، قاما بجرها إلى الحمام وقطعا رأسها، وشرعا في تقطيع باقي أجزاء الجسد إلى أربع عشرة قطعة، واتصلا ب«سائق الهوندا»، ثم شحنا أجزاء الجسد في أربعة عشر كيسا واتجهوا إلى ساحة فارغة قرب كلية العلوم، ودفنا الأكياس في مناطق قريبة من بعضها، لم يتمكنا من حفر الحفر بعمق كاف، بعد ذالك عادا إلى البيت حيث غسلت قريبة «محمد مول الباش» آثار الدماء، ورتبت البيت، وأعدت عشاء فاخرا للقاتلين، جلسا على مائدة العشاء، وأكملا التخطيط لما بعد قتل «ليلى» وإخفاء معالم الجريمة واقتسام الثروة الهائلة التي كانت بالوكالة البنكية، حيث شرعا في اليوم الموالي في استخراج الأموال عبرر دفعات من الشباك الأوتوماتيكي. الجاني يبلغ عن اختفاء الضحية كانت غاية مصالح الشرطة أن تتوصل إلى هوية الضحية، بعد بلاغ للرعاة عن روائح كريهة بساحة قريبة من كلية العلوم ببني ملال، مصدرها جثة لفتاة في العشرين من عمرها أجرت عملية جراحية تجميلية حديثة لثدييها (السيليكون)، تستبعد الشرطة بداية أن تنتمي لبني ملال، انتبه أحد عناصر الشرطة لبلاغ بالاختفاء كانت قد تلقته مفوضية الشرطة ببني ملال، اتصلوا بقائد المقاطعة، فذهب المقدم رأسا إلى «محمد مول الباش «الذي كان يخيط بعض واجهات المحلات التجارية، استقبل المقدم وأجابه بكل ثقة «لقد ذهبت ليلى «للحريك» ووفقت في ذلك قبل أيام كثيرة وهي الآن بالضفة الأخرى تتمتع بجمال اسبانيا»، انفرد المقدم بأخت «ليلى» وسألها عن آخر لقاء لها معها، كان جواب الأخت كافيا ليثير في نفس المقدم رغبته في اكتشاف خيوط الجريمة، وقاتل «ليلى» المحتمل، انتبه إلى تضارب المعلومات وأخبر قائد المقاطعة الذي طلب منه إحضار الاثنين معا، وتمويههما بضرورة القدوم إلى مفوضية الشرطة من أجل التعرف على الضحية باعتبارهما أقرب المقربين منها، تكلف «محمد مول الباش» بأداء تكلفة سيارة الأجرة الصغيرة، كان يبدي امتعاضا من «تجرجير البوليس»، بعدما شارك أخت «ليلى» في تقديم بلاغ عن اختفائها قبل أسبوع، اصطنع مشاركة أخت «ليلى» خوفها من أن تكون الجثة المقطعة للفتاة المسكينة «ليلى»، كان المقدم قد كشف خيوط الجريمة وقدم لرجال الشرطة خدمة كبيرة بكشفه تناقض أقوال «محمد مول الباش»، انهار القاتل واعترف بتفاصيل الجريمة كاملة بعد مواجهته بتناقض أقواله. أمام العدالة بعد جلسات محاكمة طويلة، أصدرت غرفة الجنايات بمحكمة بني ملال حكمها في حق المتهمين بقتل «ليلى الشطيبي»، بإعدام كل من «محمد مول الباش» و«مصطفى العطار»، بتهمة القتل مع سبق الإصرار والترصد وتشويه جثة وإخفاء معالم الجريمة والسرقة الموصوفة.. كما أدانت المحكمة بسنة سجنا نافذا كلا من «خ. م» أخت المتهم الرئيسي، و«ع» سائق الهوندا التي نقلت أشلاء الضحية بتهمة عدم التبليغ عن الجريمة.