بعد تعليق حملة المراقبة.. ما مآل الدرجات النارية المحجوزة؟    لاعب سابق في صفوف المغرب التطواني يهاجر إلى سبتة سباحة    توقيف سبعيني للاشتباه في محاولته الاعتداء جنسيًا على طفل بتطوان    التفاصيل الكاملة لقضية هتك عرض قاصر بموسم مولاي عبد الله امغار ..قاضي التحقيق يودع 5 أشخاص سجن الجديدةوالمجلس الوطني لحقوق الإنسان وجمعيات حقوقية وطنية يدخلون على الخط    الإجهاد الحراري يؤدي إلى انخفاض الإنتاجية ويهدد صحة العمال    السكتيوي يكشف تشكيلة المنتخب المحلي لمواجهة تنزانيا بالشان    مهرجان الشواطئ يحتفي بعيد الشباب وثورة الملك والشعب بمشاركة نجوم مغاربة وعرب    الرميد ينتقد إخضاع جرائم الاتجار بالمخدرات للعقوبات البديلة ويحذر من أن يصبح القانون وسيلة للتهرب من العقاب    أداء إيجابي يغلق بورصة الدار البيضاء    بولتون بين أيدي الFBI.. سقوط ورقة ضغط طالما راهن عليها نظام الجزائر والبوليساريو    تقرير أممي يؤكد رسميا حدوث المجاعة في غزة ويتوقع انتشارها    مداهمة منزل جون بولتون المستشار السابق لترامب الذي يشتغل مع الجزائر من طرف الFBI    باشا يتعرض لاعتداء وسرقة وسط مدينة طنجة    حماس تطالب بوقف الحرب وفتح المعابر بعد إعلان الأمم المتحدة المجاعة في غزة        بطولة إنجلترا .. مانشستر سيتي يجدد عقد مدافعه روبن دياز حتى صيف 2029    السعودية تعزز خدمات العمرة: منصة إلكترونية متكاملة للمعتمرين دون الحاجة لوكالات أو وسطاء        فلاحو سهل صبرة بزايو يرفعون نداء استعجالي لإنقاذ محاصيلهم المهددة بالجفاف        الكاف يعين حكاما من البنين لمواجهة المغرب وزامبيا    "تيكاد-9" يفضح محاولات انفصاليي "البوليساريو" ويؤكد دعم اليابان للحكم الذاتي المغربي        بمناسبة عيد الشباب.. فرقة "المسيرة الخضراء" تبهر الجمهور بعرض جوي مذهل فوق سماء المضيق ومرتيل    النيجر توجه ضربة قاصمة لبوكو حرام وتعيد رسم ملامح المواجهة مع الإرهاب في الساحل    إجراءات ضريبية محفزة لمغاربة العالم لا يعرفها الكثيرون    طنجة.. مواطن يتعرض للتعنيف داخل مخفر الشرطة بسبب تمسكه بالحديث بالأمازيغية    ضبط زورق محمل بطنين من الشيرا وتوقيف سبعة أشخاص    مأساة كروية في الأرجنتين.. 19 إصابة خطيرة و111 موقوفاً بعد أحداث عنف مروعة    مشروع قانون يُثير الجدل.. استحداث "مجلس أمناء" على رأس جامعات المغرب يفقدها آخر ما تبقى من استقلاليتها                الفرنسي كوندي يجدد عقده مع برشلونة حتى 2030    توقيف مختل متشرد أنهى حياة شرطي خلال عمله بإيموزار    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية اليوم الجمعة    الخنوس يقترب من فريق جديد    بعد التدخل المفاجئ لأخنوش: من يحمي حياة المواطنين وسط تغوّل الحسابات السياسية والمالية؟    الاصابة تبعد الهولندي فريمبونغ عن ليفربول ثلاثة أسابيع    المغرب يتصدر مستوردي الغاز الإسباني    مدينة يابانية توصي بحصر استخدام الهواتف الذكية في ساعتين يومياً    تركيا تستعد لإطلاق شبكة الجيل الخامس ابتداء من سنة 2026    إعادة برمجة خلايا الدم إلى خلايا جذعية مستحثة متعددة القدرات يفتح آفاقا واسعة في مجال العلاج الشخصي والبحث العلمي (صابر بوطيب)    دراسة: عدم شرب كمية كافية من الماء يسبب استجابة أكبر للإجهاد    إسرائيل تتوعد بتدمير مدينة غزة    نادي سينما الريف يطلق العنان لإبداع الشباب السينمائي        أفلام مغربية تتألق في بانوراما تونس    وفاة القاضي الرحيم عن 88 عاما.. صوت العدالة الذي أنصف المهاجرين    انطلاق فعاليات مهرجان الرمى والطلبة والخيالة بمركز صخور الرحامنة مبادرات راائدة في التضامن الترابي (صور)    ابتكار جهاز من الماس يرصد انتشار السرطان دون مواد مشعة        المركز الفرنسي للسينما يكرّم المخرجة المغربية جنيني ضمن سلسلة "الرائدات"    "بعيونهم.. نفهم الظلم"    بطاقة «نسك» لمطاردة الحجاج غير الشرعيين وتنظيم الزيارات .. طريق الله الإلكترونية    هنا جبل أحد.. لولا هؤلاء المدفونون هنا في مقبرة مغبرة، لما كان هذا الدين    الملك محمد السادس... حين تُختَتم الخُطب بآياتٍ تصفع الخونة وتُحيي الضمائر    المغاربة والمدينة المنورة في التاريخ وفي الحاضر… ولهم حيهم فيها كما في القدس ..    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شهوة غريبة
نشر في المساء يوم 29 - 09 - 2011

لا بد أن أُقرّ أنني، أثناء تكويني كاستشاري جنسي، كانت هناك بعض الدروس والفصول في كتبي، التي أحفظها عن ظهر قلب وأطالعها باستمرار وأراجعها بحماس، والسر في ذلك ليس غريبا،
فهي الحالات التي تنتشر في العيادات بشكل كبير، كسرعة القذف وضعف الانتصاب ونقص الرغبة والتشنج المهبلي وتوتر الأداء... بينما كنت أمر على فصول أخرى مرور الكرام، لكونها حالات نادرة جدا... وشخصيا، كنتُ أظنها غيرَ موجودة أصلا في مجتمعنا العربي الإسلامي... فلم يسبق أن صادفتها أو عاينتها أو حتى قرأت عنها في كتب التراث، التي تتناول الجنس كموضوع للبحث.. بل كنت أحسبها من نتاج المجتمعات الغربية، حيث تتناسل الانحرافات والسلوكيات الشاذة أو تصدر عن أناس وصلوا إلى إشباع كل الرغبات، بشتى الطرق والوسائل، وحين يملّون منها، ينصرفون إلى كل ما لا يخطر على بال بشر...
في إمكاني اليوم أن اعترف أني كنت مخطئا منذ عُرِضت علي هذه الحالة، التي أرويها كما عشتُها...
دلف داخل مكتبي، في ذلك المساء، رجل في الخمسين من العمر. طويل القامة وعريض الصدر. يرتدي بذلة رمادية وقميصا أزرق فاتحا وربطة عنق سوداء. توقف قليلا، قبل أن يتقدم نحو الكرسي ولم يجلس حتى أذنت له بذلك... نظرته تشع قوة وهيبة وحاجباه أكثف من شاربه، الذي يذكرك برجل سلطة «انبعث» من سنوات الرصاص... كانت ترافقه زوجته، التي تضاهيه طولا. ترتدي سروال جينز وقميصا أبيض ينزل إلى أسفل من نصفها. كما تضع نظارة شمسية تغرسها فوق قُصّتها بإتقان لتجمع بها شعرا مصبوغا بصباغة رفيعة ولامعة...
بدأتُ أطرح عليهما أسئلتي الروتينية وجعلت أراقبهما، وهما يختلسان نظرات الحرج إلى بعضهما البعض وأحسست بكليهما يقول للآخر بلغة العيون «ابدئي أنت!» وتجيبه نظرتها «لا، ابدأ أنت!»...
حاولت، جاهدا، ببعض مهاراتي في إدارة الحديث، أن أرفع ستار الحرج، الواضح، لديهما، محاولا الالتفاف على موضوع الزيارة.. فعجزت.. ثم سكت...
حينها، تكلمت الزوجة بشكل مسترسل، دون أن تأخذ نفَساً، كأنها تتجرد من عبء ثقيل.. «نحن متزوجان منذ خمس سنوات. لدينا طفل في الثالثة من العمر. منذ ستة أشهر، بدأ زوجي يعاني من مشاكل في الرغبة والإثارة الجنسية... واعترف لي أنه لا بد أن يرتدي ملابسي الداخلية: حمالة صدري والتبان ويفضلهما باللون الوردي أو الأحمر... حتى يستطيع ممارسة واجباته الزوجية معي.. وهي حالة يُحسّ بها منذ شبابه ولم يعد قادرا على مقاومتها أمامي، بعد أن سترها عدة سنين»...
طفَتْ على صفحة ذاكرتي عناوين دروس الحالات النادرة... وقلت: طيب، لقد فهمت!
كانت فرحتي بالتذكر بقدر صدمتي لوجود حالات كهذه...
الحق أنه لحدوث الإثارة عند الرجل، في الغالب، يستعمل أفكارا شبقية كثيرة، من قبيل مراقبة أنثى مثيرة تتحرك بتغنج وتزيل عنها ملابسها، حتى تتعرى أمامه بالكامل، أو يتخيل نفسه يتمتع بفحولة طافحة ويجامع مجموعة من النسوة في آن واحد، حتى يشبعهن بالكامل... أو الوضعيات الجنسية المثيرة جدا، كالخلفية والجنس الفموي.. وهناك بعض الحالات الشاذة لرجال عاديين في ميولهم الجنسية، يلجؤون إلى استحضار صور غريبة لإشعال الإثارة، كالتركيز على مناطق محددة في الجسم لا تحمل صفات شبقية، وأشهرها «القدم» وقطع من الملابس الداخلية أو المصنوعة من الجلد واللاتكس.. أو أدوات التعذيب... وفيها، أيضا، هذه الحالة الماثلة أمامي، والتي نسميها «شهوة الملابس المغايرة»، وهو اضطراب يصيب رجالا عاديين يشتهون النساء فقط ومتزوجون، في الغالب، وعندهم أطفال. ولا يتطلّعون إلى تغيير جنسهم.
في تقرير للدكتور سكوت، لاحظ أن أزيدَ من نصف هؤلاء الرجال هم الأكبر سنا وسط إخوتهم.
في دراسات غربية ومعتمدة، يُشكّل مشتهو الملابس المغايرة أزيد من 2 % من الذكور. وقد درس العالمان دوكر وبرنس سلوك 1032 رجلا يُعانون من شهوة الملابس المغايرة –ما زلت أتساءل مع نفسي من أين جمعا هذا العدد الهائل- توصلا إلى النتائج التالية: قرابة 90 % منهم غيريون جنسيون (يميلون إلى النساء)، 29 % لهم تجارب مثلية، 60 % متزوجون. قرابة 70 % بدأت الأعراض لديهم قبل سن العاشرة. أزيد من 83 % من الزوجات يعرفن هذا الاضطراب لدى أزواجهن! بينما الباقي يخفونه على شريكات الحياة، ويطلب 45 % منهم مساعدة طبية للتخلص من ميولهم.
التفتّ إلى الزوجين، وأنا أحرك رأسي لأُقِرّ لهما أنني شخصتُ الحالة... فسألت المرأة: «هل العلاقة الجنسية التي تبدأ بهذه الطريقة تنتهي بالإشباع الجنسي والالتحام النفسي بينكما؟»، فأجابت بثقة «بل أفضل من ذي قبل»...
إذا كنتما سعيدين فهذا الاضطراب لا يُشكّل عائقا لحياة جنسية متوازنة.. فهو يحتاج إلى السرية والكتمان وإلى دفنه في حديقتكما السرية. وانصرَفا منشرحين...
جسدك قيثارة ملذاتك، وأنت وحدك تستطيع أن تُخرج منها أنغاما فتّانة أو أصواتا مشوشة... وطريقة العزف لا تهم كثيرا، إذا أصدرت أجملَ المقطوعات...
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.