في مذكرات إسحاق رابين التي كان يترجمها إلى الإنجليزية عن مسودة عبرية غير منشورة، ذكر رابين أنه طرد سكان اللد والرملة العرب عام 1948 بعد أن استشار دافيد بن غوريون. وظهرت المذكرات هذه بالعبرية والإنجليزية وقد حذفت منها هذه الفقرات. وتأتي مقالات ثلاث في مناقشة مسلمة الإرهاب والإرهابيين التي تكاد تنحصر في وسائل الإعلام الصهيونية والأمريكية بالفلسطينيين وحلفائهم: المقالة الأولى عاطفية عنيفة كتبها ناحوم تشومسكي ضد أكبر الإرهابيين في العالم كما قال: رونالد ريغن وشيمون بيريز وإسحاق شامير وأرييل شارون، وهي بعنوان: «إرهاب الشرق الأوسط والنظام الإيديولوجي الأمريكي»؛ والثانية كتبها إدوارد سعيد وهي بعنوان: «الإرهاب الأساسي»، وهي تناقش مقالات ومحاضرات ظهرت في مجموعة بعنوان: «الإرهاب: كيف يستطيع الغرب أن ينتصر»، وناشر المحاضرات والخطرات بنيامين نتنياهو حينما كان سفير الكيان الصهيوني في الأممالمتحدة؛ والمقالة الثالثة لإدوارد سعيد أيضا وتناقش كتابا لدارس الألسنيات اليهودي الأمريكي المعروف ميخائيل فالتسر بعنوان: «الخروج والثورة»، ويقول إدوارد سعيد: إنه إذا كان الكاتب قد قرأ التاريخ اليهودي قراءة عصرية، فإنه يريد قراءة ذلك التاريخ من وجهة نظر الكنعانيين، سكان فلسطين الأصليين الذين أصابهم الإرهاب اليهودي في ديارهم. وتبقى في الكتاب مقالات لرشيد الخالدي، وإبراهيم أبي لُغْد، وجانيت أبي لغد وإيليا زريق. وهي تتعاطف بشكل عام مع الوجود الأصيل والكثيف والمقاوم للشعب الفلسطيني في أرضه منذ منتصف القرن الماضي، لكنني سأتناول هنا بالتعليق مقالة في الكتاب لباحث الرومانيات المعروف بورزوك لاتصالها الوثيق بمسألة المسلمات التي يعالجها الكتاب باعتبارها موضوعته الأساسية؛ عنوان المقالة: «فلسطين: التاريخ القديم والسياسات المعاصرة». ويلاحظ الباحث أن «علم الآثار» في الكيان الصهيوني علم سياسي بالدرجة الأولى أو أنه حقل للدعاية السياسية وليس أكثر. ويستدل على ذلك بالشهرة التي بلغها بيغال بادين الأثري المعروف، لاستغلاله كشوفه الأثرية في الطموحات السياسية، والذي ينظر في الساحة الأثرية بالأرض المحتلة، يلاحظ جهدهم في تصوير التاريخ الفلسطيني كله وكأنه لم يكن بفلسطين غير اليهود. ثم إنهم يجهدون لتصوير كل أعداء اليهود، كالأدوميين والعمونيين والمواءبيين، على أنهم عرب. وليس في فلسطينالمحتلة اليوم غير باحث أثر واحد يهتم بالتاريخ الفلسطيني أيام الرومان والبيزنطيين، وجهد الآخرين منصب على إخراج فلسطين من «سورية» أو من بلاد الشام، أو إدخال «سورية» كلها ضمن مملكة «إسرائيل»، بينما كانت المنطقة دائما وحدة واحدة رغم تمايز المجموعات الشعبية العائشة فيها. وإبرازا للاستقلالية اليهودية أيام الرومان، يفترض أثريون صهاينة وجود تحصينات في النقب تفصل فلسطين عن مصر، بينما كان الإقليمان ولاية رومانية. وقد اكتشف يادين نفسه رسائل كتبتها امرأة اسمها باباثا، فيها إشارات على الغلبة العربية في اللغة والثقافة في «بروفنسيا أرابيا». «يسميها العرب: قرى عربية» أيام الرومان، لكن الرسائل لم تنشر بسبب ذلك حتى اليوم. كما غيّر موضع الهيكل حسب الشواهد التاريخية ليتفق والسياسات المعاصرة. إن هذا كله لا يُفقدنا الثقة في العلم والبحث والتنقيب، لكنه يوضح لنا تعقيدات العلاقة بين السياسة والبحث العلمي في العالم المعاصر.