خلال افتتاح المؤتمر التاسع لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أول أمس في بوزنيقة، رفع بعض المؤتمرين شعارات تهاجم كلا من عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة وأمين حزب العدالة والتنمية، وحميد شباط، أمين عام حزب الاستقلال، مباشرة بعد دخولهما إلى قاعة الاجتماع لحضور أشغال الافتتاح، مما خلف استنكارا واسعا لدى بعض الاتحاديين، وبطبيعة الحال في حزبي الاستقلال والعدالة والتنمية. إن رفع تلك الشعارات المعادية لأطراف حزبية، في لحظة هامة بالنسبة إلى الاتحاديين هي لحظة المؤتمر، لم يكن أمرا لائقا، فالحاضرون هم ضيوف للقيادة الحزبية للاتحاد الاشتراكي، وحضور قيادات أحزاب سياسية إلى أشغال المؤتمرات الحزبية لأحزاب أخرى ينم عن الاحترام المتبادل بين مختلف الأطراف، لأنه يعني أن هناك قواعد سياسية متفقا عليها، كما يعني أن مرحلة عقد المؤتمر هي لحظة يتوقف فيها كل شيء لأن الحزب يكون أمام مرحلة انتقالية يسلم فيها مقاليده إلى قيادة جديدة ويقوم بتقييم المرحلة الفاصلة بين مؤتمرين؛ وهي ليست مرحلة تصفية حسابات سياسية من أي نوع، ولذلك هناك تقاليد راسخة في الحياة الحزبية المغربية تتمثل في مشاركة أحزاب لأحزاب أخرى في مؤتمراتها حتى وإن كانت بينها خصومات جذرية. من حق الاتحاديين أن تكون لهم مواقف سياسية، لكن تصريف تلك الخصومات لا يكون مع خصوم سياسيين حلوا ضيوفا ساعة الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، بل في الخارج ومن خلال اللعبة السياسية؛ وتكرار مثل هذه الممارسات سوف يدفع قيادات العديد من الأحزاب إلى مقاطعة جلسات افتتاح مؤتمرات أحزاب أخرى وإنهاء تقاليد سياسية راسخة.