مع تزايد المشاكل اليومية والضغوط التي يمر منها الجميع، قد نجد أن التوتر العصبيّ قد لازم جميعَ الأشخاص، وبالأخصّ المتزوجين.. فكلما زادت الضغوط كلما زاد التوتر العصبي والنفسي بين الزوجين، ما يؤدي إلى ظهور الكثير من المشاكل والخلافات داخل أي أسرة، في ظل الضغط الملازم لهذه التوترات. ونعرف جميعا أننا عندما نمرّ بأوقات عصيبة ومتوترة، قد تصدر منا بعض التصرفات التي تضايق الطرف الآخر أو المحيطين بنا، ومن هنا تظهر الكثير من الخلافات، فهل من الممكن أن يقوم الطرف المخطئ بالاعتذار للطرف الآخر؟ وهل يقبل الطرف الآخر هذا الاعتذار؟.. يرى كثير من الأشخاص أنّ في الاعتذار «ضعف ومهانة» قد يصل إلى حد التنازل عن الكرامة كما يعتقدون.. وهناك من يرون أنّ كبرياءهم وكرامتهم يمنعانهم من الاعتذار إلى الطرف الآخر حتى لو أخطؤوا.. كل هذه الأفكار تعتبر من الأفكار الخاطئة، التي قد تؤدي في كثير من الأحيان إلى «برود» في المشاعر بين الطرفين، فمن المعروف أن العلاقة الزوجية تعتبر انسجاما وتوافقا بين الطرفين، ولا يقلّل الاعتذار أبدا من قيمة أي طرف لدى الآخر، بل على العكس يأتي الاعتذار -في كثير من الأحيان- بأفضل النتائج ويُقوّي المحبة والودّ بين الزوجين، بسبب مراعاة شعور كل طرف للطرف الآخر. فالكبرياء والكرامة لا يذهبان ويضيعان مع الاعتذار، بل على العكس، قد تعلو قيمة كل طرف لدى الآخر بفضل اعتذاره، فلهذا السلوك الكثيرُ من الفوائد التي تعمل على زيادة أواصر التقارب والتفاهم والترابط في الحياة الزوجية.