طالب المحجوب بن الصديق، الأمين العام لنقابة الاتحاد المغربي للشغل، في كلمته بمناسبة فاتح ماي ( عيد الشغل)، صباح أمس الجمعة بالبيضاء، الحكومة بتغيير أسس الحوار الاجتماعي حتى تتمكن النقابات من دفع الحوار بنجاعة إلى الأمام. وأكد بن الصديق أن النقابة «لا يمكن أن تستمر في جولات من الاجتماعات والنقاشات إذا لم تكن لتٌؤدي على الأقل إلى تقوية احترام قانون الشغل والقضاء على انتهاك الحريات النقابية، والممارسة الفعلية والعملية للمفاوضة الجماعية داخل المقاولات». واعتبر بن الصديق أن «الحوار الاجتماعي ليس مكسبا أو هدفا في حد ذاته، ولكنه وسيلة على العمال أن يتحكموا فيها أمام «باطرونا» غير منظمة بالشكل المناسب وضعيفة التمثيلية، تأتي في الغالب إلى طاولة الحوار مع السلطات العمومية وممثلي العمال دون رؤيا، وبدون اقتراحات». في المقابل طالب الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل، أطر النقابة بتقوية هياكل النقابة وسط العمال و بالنضال من أجل رواتب تضمن الكرامة، ولا تقل عن 3000 درهم في الشهر، وبالكفاح حتى لا يحرم أي عامل أو عاملة من حقهم في التقاعد والتأمين الصحي. وقال بن الصديق إن «هناك أزمة خاصة بالمغرب تستمر وتتفاقم، إنها أزمة الإرادة التي تشُلُّ مختلف آوجه الحياة الاجتماعية، إنها أزمة السياسة المنتهجة، التي تؤدي في غياب الديمقراطية إلى تجاهل الصالح العام». وتتجلى هذه الأزمة، حسبه، «في الارتجال والظلم والشطط في استعمال السلطة، إنها أزمة تجثٌم على أنفاسنا بالزبونية واقتصاد الريع والفساد». وحدد الأمين العام للإتحاد المغربي للشغل القطاعات التي تعرف الزبونية ويستشري فيها الفساد، وهي التعليم والصحة والسكن، أو ما يتعلق في نظره بتطبيق مقتضيات قانون الشغل، وبالضمان الاجتماعي، وكذا بتدبير صناديق التقاعد وتسيير الجماعات والمؤسسات العمومية وبالسياسات الضريبية ونفقات الدعم العمومية. وقال بن الصديق، في كلمته التي ارتجلها في أقل من ربع ساعة، أن «هذه المجالات تطبعها الفوضى ونفس الإخفاقات»، لكن هذه الوضعية يرى أنها «ليست قدرا محتوما، بل هي نتيجة لسياسة تجاهل مصالح الجماهير الشعبية، وهي التي تُعمق مستويات الفقر في أوساطها. وأكد بن الصديق أن المغرب «لا يمكن أن يواجه تقلبات عالم اليوم إلا بالاعتماد على أغلى ثرواته: نسائه ورجاله وشبابه. هذا الرأسمال لا يطالب اليوم سوى بتكافؤ الفرص واحترام الحقوق الأساسية للفرد داخل المجتمع، وفي أماكن العمل، والحق في الشغل والعيش الكريم». ووجه المحجوب بن الصديق انتقادات لاذعة لتدبير التقنوقراط، حيث اعتبر أن ما تتطلع إليه النقابة، «ليست منَّة أو هبة نستجديها من التكنوقراط الذين سيطروا على مراكز القرار في البلاد، ولكنها ضرورة حتمية تمليها الإرادة الحرة لكل المغاربة». ولتحفيز منتسبي النقابة، قال بن الصديق إنه «لا مكان لليأس رغم الصعوبات الداخلية والتقلبات العالمية، مبرزا أن «الحركة النقابية هي فرصة لتطوير العلاقات الاجتماعية ومساهمة في الحفاظ على تماسك وازدهار المقاولات، شرط أن يتم احترام الأدوار المنوطة بها».