من المنتظر أن يلجأ مجلس مدينة سلا إلى إجراء افتحاص لعدد كبير من المشاريع المدرجة في إطار مشروع تأهيل المدينة الذي رصدت له ميزانية تقدر ب150 مليار سنيتم في محاولة لإبراء ذمته من أية «اختلالات» موروثة عن المجلس السابق، خاصة بعد الملاحظات التي أبداها المجلس الجهوي للحسابات. واختار مجلس مدينة سلا أن يبدأ أول مشاريعه بالإعلان عن تنظيم «مهرجان رمضان» في خطوة أثارت انتقادات بعض الفعاليات الجمعوية التي رأت في ذلك تبذيرا غير مبرر للمال العمومي، في الوقت الذي تعاني منه مدينة سلا من تدهور في المرافق والبنية التحتية. عمدة المدينة نور الدين الأزرق اعتبر في تصريح ل «المساء» أن المهرجان يندرج في إطار خلق حركية ثقافية بالمدينة، ونفى أن يكون في تنظيم هذا المهرجان نوع من التبذير، وقال «المهرجان رصد له غلاف مالي يقدر ب100 مليون سنتيم، ولن يكون مثل المهرجانات التي تستهلك الملايير»، كما أنه سيمكن من إشراك جميع الفرق الفنية بالمدينة من خلال حفلات موزعة على المقاطعات الخمس التي ستساهم بمبلغ 20 مليون سنتيم . من جهة أخرى أكد نور الدين الأزرق بأن المجلس عمد إلى توقيف عدد من الأشغال التي انطلقت قبل إجراء الانتخابات الجماعية الأخيرة بداوفع وصفها ب«السياسية»، من أجل مراجعة دفتر التحملات، والتأكد من مطابقتها للمواصفات اعتمادا على تقارير مكاتب الخبرة. وأشار الأزرق إلى أن المجلس سيعمل على تصحيح وضعية بعض المرافق التي نبه تقرير المجلس الجهوي للحسابات إلى وجود «اختلالات» بها، مثل سوق الجملة والمجزرة والمحجز البلدي مع محاولة تدارك الحصيلة الضعيفة لمشروع التأهيل والتباطؤ المسجل في إنجاز عدد من المشاريع. برنامج التأهيل الذي وقعت اتفاقية شراكته بين يدي الملك محمد السادس وحدد له سقف زمني بين سنتي 2005 و2009 كان من المفروض فيه حسب ورقة التقديم، أن يعمل من خلال 53 مشروعا على تدعيم البنية الاقتصادية والاجتماعية، وتقوية البنية التحتية وجعلها قادرة على الاستجابة لحاجيات السكان من اجل إنعاش الاستثمار وخلق فرص الشغل والإدماج الفعلي لمدينة سلا في المشروع السياحي لضفتي نهر أبي رقراق. وخصص للمشروع غلاف مالي قيمته 150مليار سنتيم بمساهمة كل من المديرية العامة للجماعات المحلية ،وصندوق التجهيز الجماعي والجماعة الحضرية، وشركاء آخرين من أجل إنجاز لائحة طويلة من المشاريع مثل تقوية بناء الطرق وتجديد شبكة الإنارة العمومية وبناء دور للشباب ومركبات اجتماعية وتأهيل الأسواق، وتهيئة مناطق صناعية ومشاتل للمقاولين الشباب وتأهيل المدينة العتيقة، وإحداث معهد موسيقي وناد ترفيهي، إلى آخره من المشاريع التي ظل معظمها حبرا على ورق.