التقرير الصادر عن منظمة الصحة العالمية، يوم الاثنين المنصرم، حسم الجدل الدائر حول مخاطر الإسراف في تناول اللحوم المحوَّلة واللحوم الحمراء، حيث أكد أن تناول 50 غراما يوميا من اللحوم المحولة أو المعالجة يرفع نسبة الإصابة بالسرطان لدى المستهلكين بحوالي 17 في المائة. منظمة الصحة العالمية ذهبت إلى أن خطر تناول كميات كبيرة من اللحوم المحوَّلة يضاهي إلى حد كبير مخاطر السجائر والخمور؛ مشيرة إلى أن اللحوم الحمراء تحتوى على تركيزات عالية من الدهون، وأن الملونات التي تمنح اللحوم لونها الأحمر المميز قد تساهم في تدمير الغشاء المبطن للأمعاء، وهو ما يجعلها تسبب أضرارا صحية كبيرة. معلوم أن المغربي يستهلك حوالي 15 كيلوغراما من اللحوم المحولة سنويا، منها 13 كيلوغراما من المنتجات المصنعة من لحوم الدواجن، وحوالي كيلوغرامين من المنتجات المصنعة من اللحوم الحمراء. هذا إلى جانب الاستهلاك العادي من اللحوم الحمراء غير المصنعة والذي يقدر بحوالي 17 كيلوغراما. هذا يعني أن المغاربة يصنفون من بين الشعوب اللاحمة نسبيا، وهو ما يفرض على الحكومة أن تتفاعل مع تقرير منظمة الصحة العالمية بشكل جدي، لا أن تتعامل معه بأذن من طين وأخرى من عجين، كما تفعل دائما.