هاجم رئيس حركة التوحيد والإصلاح المغربية، محمد الحمداوي، ما أقدم عليه الجيش المصري من "عزل" للرئيس المنتخب محمد مرسي، واعتبره "انقلابا على الشرعية والديمقراطية والإرادة الشعبية"، منتقدا ما صاحب ذلك من اعتقال لمديري القنوات الفضائية الإسلامية ومنع أخرى من البث واعتقال بعض المسؤولين"، في إشارات إلى قيادات في جماعة الإخوان المسلمين. وأرجع رئيس الحركة سبب عزل الرئيس المنتخب، محمد مرسي، إلى ما أسماه "تضايق أصحاب الامتيازات ولوبيات الفساد من المشروع الإصلاحي في مصر"، واصفا ما جرى بمصر ب" المسرحية التي تم إعدادها ودعمها بمختلف أشكال القصف الإعلامي، وتوَجَها المعارضون باللجوء إلى الانقلاب العسكري بعدما فشلوا، في صناديق الاقتراع وفشلوا في أن يكونوا معارضة حقيقية"، حسب قوله. وذهب الحمداوي، في تصريح نشره "موقع الإصلاح" إلى أن "هذه الأحداث المتتالية هي جولة من جولات التدافع والمخاض بين مشروعين"، مضيفا "وهو التدافع الذي ظهر في كل محطات النقاش السياسي، من صياغة الدستور، وانتخاب الجمعية التأسيسية، وانتخاب الرئيس". ودعا القيادي الإسلامي إلى "عدم السقوط في بعض التحليلات التي ترى أن السبب فيما وقع هو عجز الدكتور مرسي أو الأخطاء التي عبر عنها"، مشددا على أن السبب الحقيقي وراء الانقلاب "هو عدم تعايش لوبيات الفساد والاستبداد مع مشروع إصلاحي استمد شرعيته من صاديق الاقتراع". وأكد رئيس حركة التوحيد والإصلاح الدعوية علة ان الأمور "لن تنته في مصر بالانقلاب العسكري ولا باعتقال الرئيس الشرعي وقيادات العمل الإسلامي"، منبها إلى "العودة إلى قراءة التاريخ من جديد لأن من يعتقدون أنه بالانقلاب والاعتقالات سيتم استئصال التيار الإسلامي المتجذر في المجتمع المصري هم واهمون". ووصف الحمداوي، في التصريح ذاته، بأن المرحلة التي تمر منها مصر حاليا "مرحلة دقيقة"، موجها دعوته لمختلف الحركات الإسلامية النشيطة بمصر إلى "عدم الاستدراج نحو التجربة الجزائرية الدموية والتمسك بفكر الوسطية والاعتدال والتدافع السلمي"، وإلى "التشبث بالتجربة التركية" موضحا أن "البروفيسور أربكان" "تعرض لكافة أشكال التضييق والاعتقال والانقلاب لكنه لم يتخلى عن فكره الوسطي الذي ينبذ العنف وإصراره على الاستمرار في نهج الإصلاح". وكانت مصر قد شهدت مساء أمس، الأربعاء 03 يونيو، انقلابا عسكريا على الرئيس المنتخب محمد مرسي، إثر تلاوة عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع، لبيان أعلن فيه عن قيام الجيش المصري ب"عزل" محمد مرسي انسجاما مع مواقف المعارضة وعدم اكتراث بمؤيدي "الشرعية الانتخابية".