مع انطلاق موجة الصقيع والتي تزامنت مع الانخفاض الشديد في درجات الحرارة بمختلف المناطق، بادر مجموعة من الشباب بمدينة فاس أغلبهم طلبة، في خطوة لقلوب رحيمة إلى تعليق ملابس شتوية بالأشجار وعلى الأعمدة الكهربائية بمختلف المحاور الاستراتيجية بالمدينة الجديدة وببعض الأحياء الشعبية، أطلقوا عليها مبادرة “فيك البرد .. هاك تلبس”. وفي هذا السياق، قال فاعل خير ضمن مجموعة الشباب الذين يقفون وراء المبادرة، فضل عدم ذكر اسمه حفاظا على الطابع الخيري للمبادرة بعيدا عن المجاهرة به حتى لا يتحول إلى رياء، كما علق، (قال) إن الفكرة استقاها رفاقه من صبي أسترالي، عمد مع اقتراب موجة الصقيع إلى تعليق الملابس الشتوية الدافئة على الأشجار بحدائق بضواحي مدينة ميلبورن بولاية فكتوريا، وذلك حتى يستفيد منها المحتاجون بدون إشعارهم بالحرج، قبل أن تعم الفكرة عددا من دول العالم، وهذا ما حرصنا، يضيف محدثنا، في مبادرتنا الشبيهة بفاس، حفاظا على كرامة الفقراء وبعيدا عن عدسات التصوير والتقاط الصور لهم ونشرها بمواقع التواصل الاجتماعي، كما يحدث عقب أي عمل خيري، بحسب تعبيره. هذا ولقيت مبادرة هؤلاء الشباب، تفاعل المغاربة مع مبادرتهم بإيجابية كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أشادوا بها لما لها من محاسن تحترم كرامة المحتاجين، وتمكنهم من أخذ ما يحتاجونه من ملابس شتوية، معاطف جوارب قمصان سراويل من مختلف الأحجام والأعمار، بعيدا عن حرج عدسات التصوير، فيما دعا رواد منصات التواصل الاجتماعي ومعهم شباب المبادرة بمدينة فاس، إلى تعميم هذه الصورة بمختلف المدن والمناطق المغربية التي تعرف انخفاضا شديدا في درجات الحرارة، وذلك عبر إقدام المتبرعين على تعليق ملابس شتوية بالأشجار وأعمدة الإنارة في إطار مبادرة “فيك البرد .. هاك تلبس”. هذا وأعادت مبادرة شباب فاس إلى الواجهة، نفس الصورة للقلوب الرحيمة والتي نالت هي الأخرى إعجاب المغاربة خلال فصل شتاء السنة الماضية، حينما أقدم أستاذ بمنطقة إملشيل في إقليم ميدلت، على شراء أحذية بلاستيكية وجوارب صوفية من ماله الخاص، وقام بتوزيعها على تلامذته والذين ينحدرون من أسر معوزة، وأغلبهم لا يتوفرون على ملابس تقيهم قساوة البرد وهم يقطعون يوميا مسافات طويلة من بيوت أهلهم حتى المدرسة عبر مسالك ترابية تمتلئ بالبرك والأوحال .