هاجمت جبهة "البوليساريو" الانفصالية رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، بعدما تحدث أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، عن قلق المغرب تجاه وضعية المحتجزبن في تندوف، وأكد موقف البلاد من النزاع المفتعل في الصحراء. خطاب العثماني أثار غضب الجبهة الانفصالية، التي خرجت في بلاغ، اليوم الاثنين، تتهمه فيه بتضليل المجتمع الدولي، والتغليط، وتحريف الحقائق. وكان رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، قد تحدث عن الوضعية الإنسانية، والصحية، التي يعيشها سكان مخيمات تندوف، خصوصا في ظل تداعيات الأزمة، التي فرضتها جائحة كوفيد-19. وأوضح رئيس الحكومة، في كلمة ألقاها عن بعد في اجتماع الدورة الخامسة والسبعين للجمعية العامة لهيأة الأممالمتحدة، أول أمس السبت، أن المغرب قلق بشأن السكان المحتجزين في مخيمات، عُهِدَ تسييرها إلى جماعة مسلحة، لا تتوفر على أية صفة قانونية، وفق القانون الدولي. وشدد رئيس الحكومة على أن موقف المغرب بخصوص الخلاف الإقليمي حول الصحراء المغربية، لا يشوبه أي غموض، ولا يمكن أن ينجح البحث عن حل سياسي نهائي، إلا إذا اندرج في إطار معايير أساسية، تتمثل أولا في السيادة الكاملة للمغرب على صحرائه، ومبادرة الحكم الذاتي كحل وحيد للنزاع المفتعل، ثم المشاركة الكاملة لجميع الأطراف في البحث عن حل نهائي للنزاع المفتعل، إضافة إلى الاحترام التام للمبادئ، والمعايير، التي كرسها مجلس الأمن في جميع قراراته، منذ 2007، المتمثلة في أن الحل لا يمكن إلا أن يكون سياسيا، وواقعيا، وعمليا، ودائما، ومبنيا على أساس التوافق. وأشار العثماني إلى أن موقف المغرب مبني على رفض أي اقتراح متجاوز، إذ أكد الأمين العام للأمم المتحدة، ومجلس الأمن، منذ أكثر من عشرين سنة، بطلانه، وعدم قابليته للتطبيق، وهدفه إخراج المسلسل السياسي الحالي عن المعايير المرجعية، التي حددها مجلس الأمن. وأكد رئيس الحكومة أن المملكة المغربية لا تزال ملتزمة بالمبادئ المكرسة في ميثاق الأممالمتحدة، المتعلقة بمبدأ التسوية السلمية للنزاعات، واحترام السيادة الوطنية للدول، ووحدتها الترابية، وإيجاد حل نهائي للخلاف الإقليمي حول الصحراء المغربية، في إطار وحدة المغرب الترابية، وسيادته الوطنية. وأعرب العثماني عن أسفه العميق إزاء الوضعية الإنسانية الأليمة، التي يعيشها سكان مخيمات تندوف، التي فوضت الدولة المضيفة تسييرها لجماعة مسلحة انفصالية، في تحد صارخ لالتزاماتها الدولية بموجب اتفاقية عام 1951، الخاصة بوضع اللاجئين، والاتفاقيات الدولية الأخرى المتعلقة بحقوق الإنسان، والقانون الدولي الإنساني. واعتبر رئيس الحكومة أنه قد حان الوقت ليتخذ المجتمع الدولي قرارا حاسما، لدفع الدولة المضيفة بالسماح للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بإجراء إحصاء سكان مخيمات تندوف، وتسجيلهم، وفق القانون الدولي الإنساني للاجئين، والنداءات الملحة، التي نص عليها مجلس الأمن في كل قراراته، منذ عام 2011، "إنه تسجيل ضروري لوضع حد للاختلاسات المستمرة، منذ أكثر من أربعين سنة، للمساعدات الإنسانية المخصصة للسكان المحتجزين في مخيمات تندوف."