حصلت الأحزاب السياسية المغربية خلال سنة 2015. على مبلغ إجمالي يقارب 34 مليار سنتيم من المال العام، من خلال مساهمة الدولة في تمويل كل من الحملات الانتخابية وتنظيم المؤتمرات السنوية وتغطية نفقات تسيير وتدبير الأحزاب. التقرير الجديد الذي نشره المجلس الاعلى للحسابات حول تدقيق الحسابات السنوية للأحزاب السياسية، قال إن مجموع الموارد المالية للأحزاب السياسية بلغت أكثر من 37 مليار ونصف مليار سنتيم، قرابة 90 في المائة منها جاءت من الدعم العمومي الموجه للأحزاب السياسية. القسم الأكبر من هذه الموارد المالية خصّص لتغطية نفقات الحملة الانتخابية الخاصة باستحقاقات 4 شتنبر و2 أكتوبر المحلية والجهوية التي جرت عام 2015. وفاقت مجموع الاعتمادات المالية التي تحملتها الدولة برسم الحملات الانتخابية، قرابة 28 مليار سنتيم. التقرير لاحظ أن مجموع موارد الأحزاب السياسية التي مصدرها الدعم العمومي، قد ارتفعت مقارنة بالسنوات الماضية، حيث أصبح هذا الدعم يمثل أكثر من 90% في 2015 مقابل 70% في السنة السابقة. كما سجّل قضاة المجلس الأعلى للحسابات أن ثمانية أحزاب سياسية فقط استحوذت على أكثر من 93% من مجموع الدعم العمومي الموجه للأحزاب السياسية في عام 2015، مقابل أقل من 88% في سنة 2014 و83% في العام 2013. الأحزاب السياسية الثمانية المستحوذة على الدعم العمومي، هي كل من حزب العدالة والتنمية وحزب الاستقلال وحزب التجمع الوطني للأحرار وحزب الأصالة والمعاصرة وحزب الاتحاد الاشتراكي وحزب الحركة الشعبية وحزب الاتحاد الدستوري وحزب التقدم والاشتراكية. الموارد المالية التي حصلت عليها جميع الأحزاب السياسية من خلال واجبات الانخراط التي يدفعها أعضاؤها، بلغت مليار واحد ونصف مليار سنتيم، تليها موارد متأتية من أنشطة "استغلال" مختلفة تناهز المليار و300 مليون سنتيم، ثم عائدات ّغير جارية" قاربت المليار. حزب العدالة والتنمية سجّل لوحده القسم الاكبر من موارد الانخراطات التي يدفعها أعضاء ومنتخبو الأحزاب، أي أكثر من مليار و100 مليون سنتيم من أصل مليار ونصف مليار حصلت عليها الأحزاب السياسية من أعضائها. وفيما حلّ حزب التجمع الوطني للأحرار بنحو 130 مليون سنتيم دفعها منخرطوه، جاء حزب التقدم والاشتراكية ثالثا بأكثر من 100 مليون سنتيم. فيما بقيت عائدات الأخرى من انخراطات اعضائها هزيلة، حيث حصل حزب الاتحاد الاشتراكي على 28 مليون سنتيم من الانخراطات، وحزب الحركة الشعبية على 13 مليون، فحزب الأصالة والمعاصرة الذي نال أقل من 8 ملايين سنتيم من انخراطات أعضائه.