تسببت وفاة شابة حامل في عقدها الثاني معية جنينها الخدج يوم الثلاثاء الأخير بالمستشفى المحلي بتالسينت، في فوضى عارمة بالمدينة، عقب لجوء عائلة الشابة الى الاحتجاج رفقة عدد من جمعيات المدينة على ما اعتبروه "الوفاة الغامضة" للأم وجنينها. وتطورت الاحتجاجات الأولية بتالسينت إلى كرة ثلج تكبر شيئا فشيئا، إذ سرعان ما اتسعت دائرة الاحتجاجات لتنتقل إلى مناطق أخرى بإقليم فجيج، والتي خرجت ساكنتها ببني تدجيت وتالسينت وبوعنان وبوعرفة في مسيرات يوم أول أمس الأربعاء، ورفعوا شعارات مناوئة لوزارة الصحة بمندوبيتها الإقليمية ببوعرفة، كما نددوا بما وصفوه في شعاراتهم ب"تردي الأوضاع الصحية بمستشفيات الإقليم والمراكز الصحية"، وطالبوا وزارة الوردي بالتدخل العاجل لمحاسبة موظفيها، والذين حولوا المستشفيات إلى قاعات للانتظار، بحسب تعبير المحتجين. حادث وفاة الشابة "مهرا خديجة" وجنينها الخدج في شهره السابع، بحسب ما صرح به زوج الشابة عيسى أوقسو، وقع صبيحة يوم الثلاثاء الماضي، بعد أن حلت المرأة الحامل بالمستشفى قاطعة رفقة زوجها أزيد من 70 كيلومترا من دوار "تلاتيمن" بضواحي مدينة تالسينت، حين ألمت بها آلام حادة على مستوى الرأس والكتفين، حيث أمر الطبيب الرئيسي بعد فحصها بإدخالها إلى قسم الولادة، وهناك وضعت جنينها الخدج في وقت متأخر من يوم الاثنين الماضي. والمثير في الحادث، بحسب المعطيات التي حصل عليها "اليوم24" من مصادر قريبة من الموضوع، هو أن الطبيب والمولدة، عوض حرصهما على وضع الأم وجنينها الخدج تحت العناية الطبية المركزة، للتأكد من عدم حدوث مضاعفات صحية بسبب وضعهما الصحي الحرج، فإن المولدة وبتشاور مع الطبيب، أمرت زوجها بنقلها الى "دار الأمومة" التابعة لجمعية مدنية قريبة من مقر المستشفى، بحجة عدم توفر هذا الأخير على الأسرة الكافية بمركز الولادة، وغياب التجهيزات بالجناح المخصص لإيواء المرضى بالمستشفى. في الساعات الأولى من يوم الثلاثاء الماضي، ساءت حالة الشابة وجنينها الخدج، والذي ترك للإهمال بدون لجوء الطبيب والمولدة بالمستشفى إلى وضعه في حاضنة تؤمن له درجة حرارة مناسبة بأجهزة مراقبة نبضات القلب وأجهزة للمساعدة على التنفس، مما عجل بوفاته، فيما نقلت أمه من "دار الأمومة" إلى المستشفى، غير أن تأخر حضور المولدة والطبيب لأزيد من ساعتين كان كافيا لأن تتحول الشابة إلى جثة هامدة بعد أن أصيبت بنزيف دموي كان يتطلب تدخلا طبيا عاجلا لإنقاذ حياتها، تورد مصادر قريبة من الموضوع. هذا واتصل "اليوم24" بإدارة المستشفى المحلي بتالسينت والمندوبية الإقليمية ببوعرفة، لكن لم نتلق أي رد منهم على اتصالاتنا الهاتفية، للتعليق على الاتهامات الموجهة إليهم من قبل المحتجين، والذين هددوا بمواصلة احتجاجاتهم ومسيراتهم لكشف ملابسات وفاة الأم وجنينها الخدج ومحاسبة المسؤولين عن أي تقصير في أداء مهمتهم.