وفي التفاصيل، في ظل تصاعد الهجمات السيبرانية التي تستهدف البنية الرقمية بالمغرب، أصدر مركز اليقظة والرصد والتصدي للهجمات المعلوماتية التابع لإدارة الدفاع الوطني، نشرة أمنية تحذيرية جديدة دقت ناقوس الخطر حول ثغرة أمنية حرجة تم رصدها في واحدة من أكثر إضافات "ووردبريس" استخداماً، ويتعلق الأمر بإضافة Forminator، التي تُستخدم على نطاق واسع لإنشاء النماذج الإلكترونية داخل المواقع. ثغرة تُهدد 400 ألف موقع حول العالم.. والمغرب في دائرة الاستهداف وفق التقارير الأمنية، فإن هذه الثغرة قد تمكّن القراصنة من التحكم الكامل في المواقع المستهدفة، بما في ذلك تعديل المحتوى، الوصول إلى البيانات الحساسة، أو حتى تعطيل الخدمات. وبالنظر إلى الشعبية الكبيرة لإضافة Forminator، فإن التهديد لا يُستهان به، ويطال بشكل مباشر عدداً كبيراً من المواقع المغربية، خاصة تلك المعتمدة في تقديم خدمات عمومية أو حكومية رقمية. دعوات إلى تحديث الإضافات وتعزيز الحماية التحذير الرسمي جاء ليؤكد مرة أخرى هشاشة البنية التقنية للكثير من المنصات الرقمية الوطنية، التي ما زالت تعتمد على إضافات غير محدثة أو تفتقر لأنظمة الحماية السيبرانية المتقدمة. ويطالب المركز المؤسسات والمستخدمين على حد سواء، بضرورة: التحقق من الإصدار المستخدم لإضافة Forminator، تحديثها فوراً إلى النسخة الآمنة، تطبيق تدابير إضافية للحماية مثل جدران النار (firewalls) ومراقبة الدخول. الحاجة إلى يقظة رقمية أكبر هذا التنبيه يأتي في سياق أوسع يُبرز التحديات المتنامية في الأمن السيبراني بالمغرب، خاصة مع تنامي الاعتماد على التحول الرقمي في تسيير الإدارات العمومية، والتعاملات البنكية، والخدمات الإلكترونية المختلفة. فكل ثغرة غير مُعالجة قد تتحول إلى بوابة لاختراقات كارثية تطال الأمن الرقمي للمواطنين والمؤسسات. المؤسسات الرقمية أمام اختبار حقيقي مع توالي التحذيرات الوطنية والدولية، يُنتظر من الجهات المسيرة للمواقع الإلكترونية المغربية، لا سيما التي تتعامل مع بيانات حساسة أو تقدم خدمات للمرتفقين، أن تتحرك بشكل فوري وعاجل لتقييم مستوى الحماية داخل أنظمتها، وتطبيق استراتيجيات فعالة للوقاية من الهجمات. في ظل هذا الواقع، لم يعد تعزيز ثقافة الأمن المعلوماتي ترفًا مؤسساتيًا، بل أصبح ضرورة وطنية ملحّة، لضمان استمرارية الخدمات وثقة المواطن في المنصات الرقمية.