– مراسلة برشلونة ما شاهدناه البارحة في ما سُمي ب"لقاء تواصلي مع الجالية" لا يدعو فقط إلى التساؤل، بل يفرض علينا وقفة تأمل. هل كان اللقاء فعلاً مناسبة للاستماع لانشغالات المغاربة المقيمين بالخارج؟ أم مجرد مناسبة للاستعراض في قاعة أفراح، وسط أجواء أقرب إلى الأعراس منها إلى النقاش الجاد؟ من المقلق أن يتم تنظيم ما يُفترض أن يكون لقاءً تواصليًا في قاعة أعراس، بحضور نسائي ملحوظ بالتكاشط، وكأننا أمام حفل قفطان وليس لقاءً حقوقيًا، خاصة حين يتعلق الأمر بشخصيتين من حجم مصطفى لخصم وأشرف لمودن، وهما اسمان ارتبطا بالدفاع عن الحقوق والحريات. كيف يعقل أن يتم تنظيم لقاء يضم هاتين الشخصيتين في قاعة من هذا النوع؟ وهل مدينة مثل برشلونة بكل ما تزخر به من مراكز ثقافية وقاعات مؤسساتية تعجز عن توفير فضاء يليق بمقام النقاش الجاد؟ أم أن هذا الاختيار لم يكن اعتباطيًا، بل خطة مدروسة لإفراغ اللقاء من محتواه التواصلي وتحويله إلى استعراض سطحي؟ أليس هذا النوع من "التنظيم" هو في حد ذاته رسالة؟ رسالة تقول للجالية: نحن لا نأخذ قضاياكم على محمل الجد. فهل يُعقل أن يُطرح نقاش عن الحقوق والمواطنة في فضاء يضج بالموسيقى والولائم والديكور الفولكلوري؟ إن مثل هذه المبادرات، إن لم يُراجع مضمونها وشكلها، لا تُقوي الجسور مع الجالية، بل تُعمّق الشعور بالتهميش وتُحول اللقاءات إلى مناسبات للفرجة والتبزنيس، بدل أن تكون منصات حقيقية للحوار والإصغاء والمساءلة.