قال مكتب الأممالمتحدة لمحاربة المخدرات والجريمة إن المغرب لا يزال، إلى جانب أفغانستان، المصدر الرئيسي لمخدر الشيرا إلى الأسواق العالمية. وأورد التقرير، الذي أصدره المكتب التابع للأمم المتحدة لسنة 2018، أن المساحة المزروعة في المغرب بنبتة القنب الهندي بلغت 47 ألف هكتار، بلغ حصادها 35 ألف طناً، أما ما تم إتلافه من المحاصيل بلغ 395 هكتاراً. وأشار التقرير إلى إنتاج المغرب من مخدر الشيرا، أي الحشيش، بلغ 713 طناً، يوجه أساساً نحو دول المنطقة محلياً، إضافة إلى أوروبا الغربية والوسطى وآسيا والشرق الأوسط. وقالت الأممالمتحدة إن القنب الهندي شكّل أكبر المخدرات استخداماً سنة 2016، حيث استهلكه حوالي 192 مليون شخص مرة واحدة على الأقل في العام السابق، ويستمر العدد الإجمالي في الارتفاع بنسبة 16 في المائة على مدى العقد الماضي. أما المستهلكون لجميع أنواع المخدرات، فقد بلغ عددهم 275 مليون شخص، أي ما يمثل 5.6 في المائة من الساكنة العالمية التي تتراوح أعمارها ما بين 15 و64 سنة، كما لاحظ التقرير أن تعاطي المخدرات يسجل أكثر لدى الشباب مقارنة مع كبار السن. ويبقى القنب الهندي هو المفضل لدى الشباب، حسب الأممالمتحدة، حيث يختلف استهلاكه بين الشباب من بلد إلى آخر حسب الوضع الاقتصادي والاجتماعي للأشخاص المعنيين؛ فمثلاً هناك ما يستهلك في النوادي أو في حفلات الشباب الأثرياء، فيما يستهلك أطفال الشوارع المواد المستنشقة. ويؤكد التقرير أن غالبية الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات هم رجال؛ لكن النساء لديهن عادات استهلاك أكثر خصوصية، منها انتشار الاستخدام غير الطبي للأفيونات والمهدئات بشكل أكبر من الرجال. وحسب التقرير، تكون النساء المتعاطيات للمخدرات أكثر عرضة للاضطرابات بعد الصدمة، ويواجهن خلال مراحل الطفولة خصوصاً الإهمال الجسدي والمعاملة السيئة والاعتداء الجنسية. وأوضح التقرير أن المرأة تضطلع بأدوار مهمة في سلسلة إمداد المخدرات بجميع أنواعها، وتشهد على ذلك الإدانات الجنائية ضد النساء اللواتي يترأسن تنظيمات دولية للاتجار في المخدرات لا سيما في أمريكا اللاتينية وإفريقيا. كما لفت التقرير إلى مشاركة المرأة مثلاً في زراعة خشخاش الأفيون في أفغانستان وزراعة الكوكا في كولومبيا موثقة توثيقاً جداً، إضافة إلى الدور الذي تقوم به كناقلات للمخدرات في مختلف الدول. وعلاقة بوضع المخدرات في القارة الإفريقية، قال مسؤول كبير بالأممالمتحدة إن على وكالات إنفاذ القانون في الدول الإفريقية التعاون عن كثب أكبر لوقف تهريب الهيروين وغيره من المخدرات القوية عبر أراضيها. وأضاف أمادو دي أندريس، من مكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، إن الحكومات الإفريقية ضبطت 1 في المائة فقط من 658 طناً من الأفيون و91 طناً من الهيروين و65 طناً من المورفين تم ضبطها على مستوى العالم عام 2016. وأضاف أندريس، في تصريح لوكالة رويترز في كينيا، إن “المشكلة هي عدم وجود عمليات ضبط كافية في شرق وجنوب أفريقيا وفي غرب ووسط أفريقيا”، مشيراً إلى أن هناك مخاطر من تعاون شبكتي التهريب في جنوب وشرق القارة إذا ما لم تتخذ إجراءات أكثر حزماً.