متابعة معروف عن المغاربة لجوؤهم إلى "البريكولاج" كلما استعصى عليهم إيجاد حل لمشكلة ما، حيث يبحثون عن تقليص الأعباء وتداعياتها، فالوضع الاقتصادي الحالي فرض على الكثيرين نهج سياسة التقشف وحسن التدبير، حتى يتم التحرر ولو قليلا من مشاكل الاقتراض الذي أصبح أكبر محرك للاستهلاك. بمدينة الناظور وأمام ارتفاع أسعار المحروقات بعد دخولها مرحلة التحرير، ليتجاوز سعر البنزين في المحطات 11 درهما والغازوال 10 دراهم، لجأ الكثيرون إلى تحويل سياراتهم إلى سيارات هجينة، وتحديدا السيارات التي تشتغل بالبنزين، إلى سيارات تشتغل بغاز البوتان. فبشكل غريب صرنا نستنشق في كثير من الأحيان رائحة غاز البوتان، كلما مرت بجانبنا سيارة حولها صاحبها إلى سيارة "هايبرد"، ومع تنامي هذه الظاهرة أصبح عاديا رؤية سيارة تشتغل ب"البوطة". عدد من الناس ينظرون إلى هذه السيارات على أنها قنابل موقوتة تهدد حياة الناس لما تحمله من أخطار على راكبي هذا النوع من السيارات وعلى البيئة، لكن بمقابل ذلك؛ هناك الكثيرون ممن يرون في هذه الخطة تدبيرا أمثل للوضعية الاقتصادية الصعبة التي تمر منها الناظور وعموم المنطقة. رسميا؛ أسفرت عمليات أمنية باشرتها مصالح الأمن الوطني، في مجال مكافحة استعمال قنينات الغاز كمصدر بديل لتزويد السيارات الخفيفة والنفعية بالطاقة، خلال الأشهر القليلة الماضية، عن ضبط المئات من السيارات المخالفة، وتقديم مالكيها أمام العدالة بموجب مساطر قضائية. يذكر أنه سبق للمديرية العامة للأمن الوطني أن عممت في الخامس من شهر دجنبر الماضي مذكرة مصلحية على جميع مصالحها اللاممركزة، تضمنت تعليمات صارمة تقتضي بتكثيف عمليات المراقبة الرامية إلى الوقاية من الأخطار المترتبة عن الاستبدال العشوائي لخزانات الوقود في السيارات بقنينات الغاز كمصدر بديل للطاقة، وهو الأمر الذي من شأنه أن يتسبب في حوادث وأخطار على مالكي السيارات وركابها، وكذا مستعملي الطريق.