ألم شديد في الصدر دون مقدمات، على شكل ضغط أو تقلّص حاد، مصحوب بإحساس يشبه طعنة سكين في منتصف الصدر، يمتد إلى الكتف أو الذراع، وأحيانًا إلى الظهر والفك. غالبًا ما تكون هذه الأعراض مؤشرًا واضحًا على أزمة قلبية أو جلطة قد تتسبب في تعرّق شديد، مصحوب بقيء أو طعم مر في الفم. وأمام هذه العلامات، يبرز السؤال: كيف يمكن التدخل بشكل سريع لإيقاف الأزمة القلبية واستقرار الحالة؟ «رسالة 24» تواصلت مع عصام متوكل، أخصائي في أمراض القلب والشرايين، الذي أوصى بضرورة طلب المساعدة من شخص قريب، أو الاتصال الفوري بالإسعاف. وفي حال كنت وحدك، فعليك الاتصال بنفسك، مع تفعيل مكبر الصوت لبدء الإسعافات. ويشدد الدكتور متوكل على أن كل دقيقة تأخير تُنقص احتمال النجاة بنسبة تتراوح بين 7 إلى 10%، وبعد 10 دقائق من دون تدخل، تصبح فرصة النجاة شبه منعدمة. وفي حالة مصادفة شخص تظهر عليه علامات أزمة قلبية، ينصح الأخصائي باتباع خطوات الإسعاف الأولي الفوري، حيث يقول: "اضغط على الصدر بقوة وبسرعة. لا تضيّع وقتك بمحاولات التنفس الفموي إذا لم تكن مدرّبًا". تبدأ العملية بوضع كعب اليد على منتصف الصدر (أسفل عظمة القص بقليل)، ثم وضع اليد الثانية فوق الأولى وتشبيك الأصابع، مع الضغط بقوة وبعمق يتراوح بين 5 إلى 6 سنتيمترات، وبسرعة تتراوح بين 100 إلى 120 ضغطة في الدقيقة، دون توقف، إلى حين وصول فرق الإنقاذ أو توافر جهاز مزيل الرجفان القلبي. تتداخل عدة عوامل قد تؤدي إلى الإصابة بالأزمة القلبية، ويُذكّر الأخصائي ببعضها، مثل الأمراض المزمنة غير المُراقبة كارتفاع ضغط الدم، السكري، وارتفاع نسبة الكوليسترول. ويوضح أن هذه الأمراض تتلف الشرايين تدريجيًا دون أعراض بارزة، إلى أن تقع الأزمة القلبية بشكل مفاجئ. كما يسلّط الضوء على خطورة التدخين ونمط الحياة غير الصحي، حيث يزيد التدخين وحده من خطر الإصابة بنسبة تصل إلى 60%. ويعتبر متوكل أن نمط الحياة الخامل، والغذاء الغني بالدهون والسكريات، مع قلة النشاط البدني، يشكل وصفة مدمّرة للقلب. ولا يغفل الطبيب التأثير الخطير للضغوط النفسية والقلق المزمن، فالتوتر المستمر يؤدي إلى إفراز هرمونات تضر بوظيفة القلب، وتزيد من اضطراب النبض وارتفاع الضغط، ما يُسهم بدوره في تفجّر أزمة قلبية. كما يشير إلى العامل الوراثي، فوجود تاريخ عائلي من الجلطات أو السكتات يرفع احتمال الإصابة، خاصة في غياب الوعي الصحي المبكر. وتبقى قلة التوعية وضعف الثقافة الصحية من بين الأسباب المقلقة، إذ إن كثيرين لا يعرفون الفرق بين الأزمة القلبية والذبحة الصدرية، ولا يدركون أهمية الفحص الدوري للقلب حتى في غياب الأعراض.