شكل الإستغلال الفاحش للملك العمومي بمدينة سلوان ظاهرة مشينة تقض مضجع ساكنة المدينة والفاعلين والمتتبعين، وأصبح الملك العمومي عرضة للإنتهاك خاصة بعد أن تكونت قناعة لدى المحتلين بأن لاشيء قد يزعجهم من طرف المسؤولين، فدفعتهم مصالحهم الخاصة إلى بذل كل ما في وسعهم من أجل إحتلال الملك العام وجعله مصدرا للإغتناء … ، ومن يقف على واقع الملك العمومي يصاب بالذهول للفوضى العارمة التي يعرفها . وقد زاد تقاعس المسؤولين من تفاقم ظاهرة إحتلال الملك العمومي … ولعل مرد ذلك إلى التدخلات المحتشمة والتي لا ترق للمستوى المطلوب ؛ حيث بقيت تارة إنتقائية وفق الزبونية والمحسوبية و حبيسة حلول ترقيعية تدبر في الغالب على مقاص مصالح المحتلين للملك العمومي، وتارة أخرى تبقى السلطة تتفرج على واقع الفوضى والعشوائية والإنتهاك الفضيع للمجال العمومي … إن من دخل المدينة زائرا قد تصيبه الدهشة لما آل إليه الملك العمومي حيث لم يبق منه إلا الإسم، فكراسي المقاهي والمطاعم إحتلت الرصيف كله مما فرض على الراجلين السير جنبا إلى جنب مع السيارات، وهو ما شكل ويشكل خطرا على حياتهم … أما بعض الأزقة بالمدينة فقد إحتلها الباعة المتجولون و المحلات التجارية وبالتالي فرضوا نظامهم الخاص في هذه الأحياء حيث يمنع المرور على السيارات من فرط الإزدحام … و أصبحت تشكل نقطة سوداء بغالبية الأحياء مما جعل الساكنة المجاورة تتذمر من وجودها الذي أزعج راحتهم وطمأنينتهم، فأصبحت نقمة على ساكنة هذه الأحياء لما يحدث فيها من ضجيج. إن هذا التراخي في محاربة الظاهرة فتح شهية البعض للإستيلاء على الملك العمومي وإستغلال الفضاءات الفارغة دون مراعاة للمصلحة العامة، الأمر الذي حول مدينة سلوان إلى مدينة ملوثة تعيش فوضى لا مثيل لها، نظرا لعدم قيام هذه السلطات بدورها اللازم في حماية الملك العام، بمنع الخواص مهما صغر شأنهم، أو كبر من إحتلاله، أو إلحاقه بممتلكاتهم الخاصة، واعتماد خرائط مدققة لهذه الغاية. فالسؤال المطروح .. من سيجعل حدا لهذه الفوضى؟؟؟