صيف سنة 2017، لم يتقبل، ابن اقليمالناظور، مراد رفض قريبته القاطنة بألمانيا الزواج منه، فقرر وهو البالغ من العمر 27 سنة ركوب مغامرة قوارب الموت صوب أوروبا، ليبدأ مسار جديد في حياته. قرّر مراد، بعد وساطات من صديقه، التوجه إلى طنجة ومنها إلى القصر الصغير حيث ميناء طنجة المتوسط، وهناك تسلل إلى الداخل، لينجح في الاختباء داخل سفينة تجارية كبيرة تستعد للخروج نحو وجهتها. انطلقت السفينة، ونظراً لقرب المسافة مع إسبانيا، اعتقد مراد أنه قريب من الوصول لإسبانيا، لكن الرحلة طالت لأكثر من يومين، ليصاب مراد بالذعر وهو الذي لم يذق الطعام لما يقرب 48 ساعة. وبعد أزيد من يومين وصلت السفينة إلى حيث وجهتها، والتي هي ميناء داكار بالسينغال. ليخرج مراد في وضعية صحية متدهورة، ليتم نقله صوب المستشفى. تلقى ابن زايو العلاجات الضرورية ومعها أخذ بعض الغذاء، ليجد نفسه بالسينغال التي يهرب منها أبناؤها هي أيضا.. ماذا يفعل؟ أول سؤال دار بخلده. توجه صوب أحد المساجد، وهناك حكى ما جرى له لبعض الشباب، فكان أن قرروا مساعدته لحين إيجاد مخرج له ليغادر صوب المغرب، ليمكث هناك أزيد من 4 أشهر، كانت فاتحة أمل لمستقبله. مكوثه بالسينغال مكنه من التعرف على مستثمرين ماليزيين، ولأنه يجيد التحدث بالإنجليزية، كان سهلا عليه التواصل معهم، فعرفوا قصته وما يعانيه. فجأة تغيرت وضعية مراد، فتوطدت علاقته بالمستثمرين الماليزيين، ليعرضوا عليه التنقل للعمل والعيش بماليزيا، فمنحوه يومين للتفكير في الأمر، بعدها وافق على العرض. وبمساعدة من صديق سينغالي وتساهل من سفارة المغرب بدكار، حصل مراد على كافة الوثائق الشخصية المتعلقة به. فبدأ رحلة التوجه إلى ماليزيا. يعيش مراد اليوم بالعاصمة الماليزية كوالالمبور، يشتغل هناك مراقبا بإحدى الوحدات الإنتاجية، براتب يفوق 20 ألف "رينغيت" ماليزي، أي أزيد من 4 آلاف دولار أمريكي. مع مجموعة من الإتاواة المرتبطة بالإنتاج والمردودية. بكوالالمبور تعرف مراد على فتاة أسترالية تصغره بثلاث سنوات، حيث قررا الزواج خلال عطلة أعياد الميلاد المقبلة. ثم بعدها يصطحب زوجته لزيارة مسقط رأسه بزايو.