1. الرئيسية 2. المغرب الكبير السباعي: منصب نائب رئيس الاتحاد الإفريقي الذي فازت به الجزائر "شكلي" والهدف منه عرقلة البروز الدبلوماسي المغربي الصحيفة – محمد سعيد أرباط الأثنين 17 فبراير 2025 - 21:12 أثارت الفرحة العارمة التي انتابت الوفد الجزائري بعد إعلان المرشحة الجزائرية سلمى مليكة حدادي، فائزة بمنصب نائب رئيس الاتحاد الإفريقي، أمام منافستها المغربية، لطيفة أخرباش، استغراب العديد من المهتمين بالشؤون الإفريقية، وتساؤلات من قبيل، هل هي فرحة ترجع إلى رغبة الجزائر في التواجد داخل دواليب الاتحاد الإفريقي من أجل خدمة القارة؟ أم أنها فرحة فقط للفوز بمنصب داخل هذا الجهاز على حساب المغرب؟. الصحافة الجزائرية قدمت بطريقة غير مباشرة إجابة واضحة، وفق ما رصده العديد من المتتبعين، حيث غابت في عناوينها وتقاريرها ما ستقوم به الجزائر لصالح إفريقيا من خلال هذا المنصب، وحضر فقط نقاش "الانتصار الدبلوماسي الجزائري" على المغرب، حسب تعبيرها، بالرغم من أن العديد من الخبراء يُقللون من أهمية منصب نائب رئيس الاتحاد الإفريقي وقدرته على صنع القرارات. وفي هذا السياق، قال الخبير في العلاقات المغربية الإفريقية، الحسين بكار السباعي، إن "منصب نائب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي هو منصب شكلي وغير مؤثر، ولا يساعد على صناعة القرار الإفريقي"، مضيفا بأن رغبة الجزائر في الحصول على هذا المنصب، هدفه فقط عرقلة البروز الدبلوماسي المغربي، أما تنمية إفريقيا فإن هذا لا يدخل في اهتمامات الجزائر. وأشار السباعي في تصريح ل"الصحيفة"، إلى أن تواجد الجزائر في الاتحاد الإفريقي في هذا المنصب الذي ستشغله سلمى مليكة حدادي، سيقتصر في الغالب على "العرقلة" ضد المغرب، دون أي قدرة على استصدار قرارات مؤثرة مستقبلا، "اللهم اجترار القرارات التقليدية السابقة"، وهو أمر لم يعد مؤثرا بشكل كبير بالنسبة للمغرب. ولفت السباعي إلى أن العملية الانتخابية داخل الاتحاد الإفريقي كانت نسخة أخرى من الانتخابات غير النزيهة التي تشهدها كواليس الاتحاد، مشيرا إلى أن الجزائر نزلت بكل ثقلها واستعملت الرشاوي من أجل الفوز بهذا المنصب، ناهيك عن أسلوب الاستقطاب التي تنهجها بعض الدول لصالح الجزائر، مثل جنوب إفريقيا وكينيا. وانتقد السباعي ما وصفه بالمشاكل التي يتخبط فيها الاتحاد الإفريقي، والتي تحتاج إلى إعادة النظر، واصفا الهياكل المشرفة على العمليات الانتخابية داخل هذا الجهاز الإفريقي ب"الهياكل الهشة"، وهي التي تساهم – حسب ذات الخبير – في استقطاب أقطاب لا تريد مصلحة القارة، وتجعل من هذه المنظمة "غير فعّالة في حل الأزمات". وأضاف الخبير الحسين بكار السباعي في هذا السياق، بأن قرارات الاتحاد الإفريقي لا تتعدى إصدرار قرار توقيف بعض الدول بمبرر أنها "لا تحترم الديمقراطية"، في حين لا يتجرأ "على طرد كيانات انفصالية" بالرغم من التطورات الجيوسساسية والجيواستراتيجية التي يعرفها العالم في الوقت الراهن. ولمح السباعي في تصريحه ل"الصحيفة" أن توقيف 6 دول كان له تأثير في نتيجة التصويت على منصب نائب رئيس الاتحاد الإفريقي، بالنظر إلى أن هذه الدول (مالي، وبوركينا فاسو، وغينيا، والسودان، والنيجر، والغابون) تُعتبر حليفة للمغرب، منتقدا قرار الاتحاد الإفريقي بتوقيفها، معتبرا أن ما عرفته هذه الدول من تغييرات هو شأن داخلي وشعوبها راضية بتلك التغييرات. واعتبر السباعي أن الإشكال الذي يوجد في الاتحاد الافريقي هو عدم تطوير آلياته وضخ نخب من دول لها وزنها في العالم، مشيرا إلى أن الظرف يتطلب إعادة النظر في هذه المنظمة وفي طريقة الانتخابات، من أجل استقطاب نخب قادرة على جعل الاتحاد قوة اقتراحية، مضيفا بأن المغرب يجب أن يدفع في هذا السياق لإحداث تغيير داخل المنظمة.