1. الرئيسية 2. تقارير مصدر مسؤول ل "الصحيفة": تحقيق الجزء الاستعجالي من مطالب ساكنة آيت بوكماز سيتم خلال 10 أيام.. وعمالة أزيلال ستعقد اجتماعا موسعا هذا الأسبوع الصحيفة - خولة اجعيفري الجمعة 11 يوليوز 2025 - 15:22 أسفر اللقاء الذي جمع، أمس الخميس، عامل إقليمأزيلال بممثلين عن ساكنة آيت بوكماز، عن التوصل إلى تفاهمات أولية بشأن عدد من المطالب الاجتماعية والتنموية التي دفعت بالسكان إلى تنظيم مسيرة احتجاجية غير مسبوقة في الإقليم، حملت اسم "طريق المعاناة نحو الكرامة"، والتي قطعت عشرات الكيلومترات مشيا على الأقدام في اتجاه مقر العمالة. وفي تصريح خص به صحيفة "الصحيفة"، أكد مصدر مسؤول من السلطات المحلية أن اللقاء الذي احتضنته عمالة أزيلال دام لساعات، وجرى خلاله الاستماع لمطالب حوالي 32 من ممثلي الساكنة، الذين عبّروا عن استيائهم من التهميش الذي تعيشه المنطقة، وغياب البنيات التحتية والخدمات الأساسية في واحدة من أبرز مناطق المغرب الجبلي. وقال المصدر ذاته إن عامل الإقليم تعهد بالعمل على تلبية عدد من المطالب ذات الطابع الاستعجالي في غضون عشرة أيام، تشمل على وجه الخصوص توفير طبيب قار للمركز الصحي المحلي، وتحسين تغطية شبكة الإنترنت، والمساهمة في إبرام شراكة تروم إعفاء ساكنة الجماعة من رسوم رخص البناء، التي تشكل عبئا إضافيا على الأسر الجبلية. وأوضح المتحدث، أن مطالب السكان تم التعامل معها بروح من المسؤولية والإنصات، مبرزا أن العامل أكد التزامه بالعمل وفق مقاربة تدريجية تستحضر الإمكانيات المتاحة، دون إغفال المطالب الكبرى التي تستلزم اعتمادات مالية وتخطيطا متعدد الأطراف، من قبيل إصلاح الطريق الجهوية رقم 302 عبر تيزي نترغيست، وإنجاز ملعب كبير لكرة القدم لفائدة شباب المنطقة، وهي مشاريع قال المصدر إنها ستُبرمج خلال الأشهر المقبلة ضمن خطة تنموية لفك العزلة وتعزيز البنيات التحتية. وأكد المصدر أن اللقاء لا يُعد سوى بداية لمسار تواصلي جديد بين الإدارة الترابية وساكنة آيت بوكماز، حيث تم الاتفاق على عقد لقاء موسع خلال الأسبوع الجاري، سيحضره عامل الإقليم، ورؤساء المصالح الخارجية، ورئيس الجماعة الترابية، على أن تتلوه زيارة ميدانية مرتقبة إلى آيت بوكماز، سيقودها العامل للوقوف ميدانيا على مطالب السكان والاستماع المباشر إليهم وإلى المنتخبين المحليين. وجاء اللقاء بعد أن وصلت قافلة ممثلي الساكنة إلى مقر عمالة أزيلال مشيا على الأقدام، قادمين من أعماق الجبل، حيث اضطروا إلى قضاء الليلة السابقة في قرية آيت امحمد قبل أن يُكملوا المسيرة في اليوم التالي، رافعين شعارات تطالب بالتنمية والكرامة والعدالة المجالية. ووفق إفادة المصدر، فقد عاد المشاركون في المسيرة إلى قراهم ومداشرهم عبر وسائل نقل خاصة وأخرى وفرتها جماعات مجاورة، إضافة إلى شاحنات تم استقدامها من منطقة تيزي نترغيست، التي كانت نقطة توقف اضطراري بعد أن منعتهم السلطات من مواصلة الطريق عبر السيارات. وكانت السلطات المحلية قد عمدت إلى توقيف المشاركين عند بعض النقاط على الطريق، بسبب ما وصفته ب"دواع تنظيمية"، الأمر الذي دفعهم إلى استئناف المسير على الأقدام، في مشهد أثار اهتمام الرأي العام المحلي والوطني، وكشف حجم المعاناة التي تعيشها الساكنة في المناطق الجبلية، التي توصف بأنها "المغرب العميق" المنسي من البرامج التنموية الكبرى. وبينما أفضى اللقاء إلى تهدئة الأجواء، شدد المصدر المسؤول على أن السلطات تنظر إلى هذه الاحتجاجات كإشارة قوية لإعادة ترتيب الأولويات، والاستماع الجاد للمواطنين، مضيفا أن المطالب المرفوعة ليست خارجة عن نطاق المعقول، وتندرج ضمن الحقوق الأساسية في الصحة والتعليم والبنيات التحتية والكرامة، وهو ما يجعل التجاوب معها ضرورة وليس مجرد خيار. وخلص المسؤول إلى أن السلطة الترابية ستعمل، بتنسيق مع باقي الفاعلين المحليين، على بلورة برنامج عملي لمواكبة مطالب الساكنة، مع الحرص على إعمال العدالة المجالية والإنصات الدائم لمناطق الجبل، التي تحتاج إلى التمييز الإيجابي أكثر من أي وقت مضى.