كشف محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، أنه لم يتلق أي عرض من طرف عزيز أخنوش، رئيس الحكومة المعين، خلال لقائهما اليوم الأربعاء، من أجل الدخول إلى الائتلاف الحكومي، وهو الأمر الذي يجعل من حزب "الكتاب" أول حزب يُعلن رسميا انضمامه للمعارضة، والتي ذهب إليها سنة 2019 لأول مرة منذ 21 عاما. وقال بنعبد الله إن لقاءه بأخنوش جاء بدعوة من هذا الأخير، مبرزا أنه هنأه على مسؤولياته الجديدة، وأضاف "ناقشنا العديد من التحديات الأساسية المطروحة لبلادنا المرتبطة بتعميق المسار الديمقراطي ومسار الحريات وبتعزيز الآلة الاقتصادية وقدرتها على خلق الثروات ومناصب الشغل، وأيضا بالأولوية للأوضاع الاجتماعية والمسألة البيئية"، خالصا إلى أنه يتمنى تشكيل الحكومة "في أقرب وقت ممكن وأن تشرع في العمل لما فيه خير البلاد ومصلحة شعبنا". وأتبع بنعبد الله تصريحاته عقب اللقاء بتدوينة على حسابه في "فيسبوك" قال فيها إنه وأخنوش تبادلا وجهات النظر حول نتائج الانتخابات وحول الآفاق المستقبلية بالنسبة بالمغرب مضيفا أنه أكد لرئيس الحكومة الجديد "على المنطلقات الأساسية التي تشكل الأولوية بالنسبة لحزب التقدم والاشتراكية، وهي تلك المرتبطة بتوطيد الديمقراطية وتوسيع فضاء الحريات وبتعزيز الاقتصاد الوطني وقدراته على خلق الثروات ومناصب الشغل في إطار سيادة القانون والشفافية، وبالعناية بالمسألة الاجتماعية وكرامة الإنسان وكذا بالاهتمام بالشأن الثقافي وبالمسألة البيئية". وأورد بنعبد الله "كما كان منتظرا، لم تشكل مسألة مشاركة الحزب في الحكومة احتمالا مطروحا للنقاش لا من جهته كرئيس ولا من جهتي، كأمين عام للحزب"، وهو أول تأكيد علني لحزب ممثل من الأحزاب الثمانية الأولى في مجلس النواب بعدم المشاركة في الحكومة، حيث حصل "التقدم والاشتراكية" في الانتخابات التشريعية الأخيرة على 22 مقعدا وحل في الرتبة السادسة. وكان حزب "الكتاب" قد بدأ تجاربه الحكومية سنة 1998 مع حكومة التناوب التي قادها عبد الرحمن اليوسفي، واستمر مع الأغلبية حتى بعد دستور 2011 في حكومة عبد الإله بن كيران، قبل أن ينسحب إلى المعارضة في التعديل الذي شهدته حكومة سعد الدين العثماني سنة 2019، وسيمدد قراره الجديد بقاءه في المعارضة لخمس سنوات أخرى.