لم يكن والي جهة طنجةتطوانالحسيمة، يونس التازي، ولا أعضاء مجلس الجهة، على موعد مع مداخلة سياسية تقليدية خلال دورة يوليوز العادية، بل فوجئوا بتدخل خارج المألوف لمستشار عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، اختار أن يعبّر عن رأيه ب"الطقطوقة الجبلية"، التي بثّها عبر مكبّر هاتفه وسط الجلسة الرسمية. وبينما كان النقاش محتدماً حول نقاط جدول الأعمال، باغت المستشار الحاضرين بعرض موسيقي فجائي، بعد أن أخرج هاتفه المحمول وشغّل مقطعاً شعبياً ينتمي إلى فنون "الطقطوقة الجبلية" المعروفة في المنطقة الشمالية للمملكة، في لحظة التبست على الحضور بين العفوية والخرق البروتوكولي. واستمرت أنغام المقطع لعدة ثوانٍ، وسط تردد في ردود الفعل، إذ انقسمت القاعة بين من حاول ضبط ابتسامته، ومن أدار رأسه بحثاً عن تفسير، فيما التزم الوالي التازي هدوءاً صامتاً، متحاشياً التعليق على السلوك غير المسبوق في تاريخ الدورات الجهوية. وتجنّب رئيس الجلسة الدخول في سجال مباشر مع المعني بالأمر، مفضّلاً مواصلة النقاش، في وقت التقطت فيه بعض الهواتف المشهد لتجد طريقها سريعاً نحو الشبكات الاجتماعية. وأعادت الواقعة فتح نقاش قديم متجدد حول حدود التعبير داخل المجالس المنتخبة، ومدى مشروعية اللجوء إلى أشكال فنية أو شعبية للترافع أو الاحتجاج، خصوصاً حين يتعلق الأمر بجلسات منقولة مباشرة للعموم، تخضع لحساسية تمثيلية ومؤسساتية يفترض أن تحكم سلوك المنتخبين.