إبراهيم الفلكي كتب: إبراهيم الفلكي وأقلام تترك خرابا... كان عميد الأدب العربي طه حسين معجبا أيما إعجاب بالأديب عباس محمود العقاد زعيم مدرسة الديوان وقد قال عنه يوما طه حسين " إن عباس أكثرنا جميعا استخداما لكلمة "لا" فهو قد رفض الكثير من الأفكار والأنظمة القديمة في التاريخ والنقد الأدبي والشعر ولولا ذلك ما اكتسب العقاد سمعته الأدبية الواسعة ،إنه رفض التشاؤم ورفض رقم "13" ورفض أن تكون البومة مصدرا للشؤم...ورفض الفكرة التي تقول إن الموت والخراب والدمار يلحق بكل من يدرس الشاعر ابن الرومي ....وقد درس العقاد ابن الرومي وألف عنه أحسن كتبه ،انه عصي المزاج ولابد أن أحدا قد قال له إنني أقول للحياة لا فقرر العقاد أن يقول لها نعم وان يتراجع عن ذلك مثل كل محام بارع في المرافعة وليس من الضروري أن يكون مقتنعا بما يقول . انه طه حسين و انه عباس محمود العقاد وما بينهما من مساحة بعمر الزمن الذي نحياه نحن اليوم والآتي عبر سنوات طويلة ،قيما وفكرا أنارت طريقنا وطريق غيرنا من العرب والعجم اقتفى أثرها ونهلت منها أجيال بحجم الأهرامات ومياه المحيطات ،ومع ذلك ونحن نبحث في أمهات الكتب نعثر عن لحظات الحنو بين كبار المبدعين لم نعثر له وعليه مثيلا بين حملة الأقلام الجافة والعيون الجافة والقلوب الجافة والضمائر الجافة . وأقلام تترك خرابا.... لا بد من يد قوية لانتشالنا مما نحن فيه.. فالبعض غارق في القراءة والكتابة والبعض الآخر وهم كثر غارقون في اقتفاء اثر المقروء والمكتوب وما بينهما مساحة "تستعصي على البراق " من ذلك الشرود الذهني والحضور الجسدي لفك طلاسمها وإدراك معانيها. وأقلام تترك خرابا...