لم يدع الزملاء الصحافيون من مختلف المنابر الفرصة تمر، دون أن يخوضوا في هرطقات الإعلام المصري الذي فتح النار على مسؤولي الرجاء والصحافة المغربية، واتهمهم بأبشع التهم، حيث أفردت معظم الجرائد الوطنية حيزا من صفحاتها الرياضية للرد على ما كتبه الصحافيون المصريون خاصة الذين رافقوا نادي الزمالك إلى الدارالبيضاء، مبادرة تحسب لهؤلاء وهؤلاء وخاصة المنتمين للرابطة المغربية للصحافيين الرياضيين المرتبطة بمشروع توأمة مع رابطة الصحافيين المصريين وكان بين الطرفين ود أخوي ترجم على أرض الواقع في مجموعة من الزيارات، حيث تحدثت الزميلة "المستقل" في عدد يوم الإثنين عما أسمته أكاذيب الزمالك وصحافته، مشيرة في مقال مطول إلى مزاعم الصحافة المصرية وأكاذيب رئيس الوفد المصري، كما أشارت جرائد أخرى لنفس الموضوع وكل واحد تناول الأمر من زاويته. سيبدو الأمر غريبا أن يصوب بعض الزملاء من الرابطة نبالهم صوب إخوتهم المصريين الذين ظلوا دوما محل ترحيب وحفاوة، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على حرارة الدم التي تميز المغاربة الذين يرفضون التستر على واقع مهين للكرامة. فالمصريون أثبتوا أنهم لا يعترفون سوى بما هو مصري، ولا مكان لديهم للعقود ومشاريع التوأمة التي تتعارض مع مصالحهم، وكأني بهم يريدون أن ينسلخ الصحافي المغربي عن جلده ويصبح مصريا يطبل ويزمر لأبي الهول والذين معه، وإذا كان بعض الزملاء قد سلكوا مسلك العقل والمنطق، فإن آخرين لا يزالون يرفضون الاعتراف بالحقيقة والرجوع إلى جادة الصواب. تحدث الزميل الصحفي هشام رمرام في مقال له عن مصادفة غريبة تتكرر سنة 2002 تتعلق بالزملاء محمد بوعبيد وبلعيد بوعبيد وعلي حسوني الذين سبق لهم أن غطوا نهاية كأس الأبطال الإفريقية سنة 29 بين الوداد والسودان، وبعد عشر سنوات ها هم يعيدون كتابة التاريخ ويرحلون إلى كوماسي لنفس المهمة مع إضافة أربعة صحافيين آخرين يدورون في فلكهم، وكأن رحم الصحافة الرياضية لم ينجب طيلة هذه السنوات صحافيين آخرين قادرين على حمل المشعل والسفر إلى الخارج لتغطية الحدث، ولا محالة أنهم حين حلوا بكوماسي سألوا عن زملاء لهم في المهنة، ربما لم يجدوهم لأنهم بكل بساطة أحالوا أنفسهم على التقاعد، لأنهم يؤمنون بالمقولة التي تؤكد "أن لكل وقت آذان، ولكل زمن رجال"...!!