هناك سببان رئيسيان لانتشار هذه الظاهرة: أولهما انتشار الفساد الأخلاقي العام، حيث أن المجتمع تطبّع مع كثير من الظواهر اللاأخلاقية وأصبح لا يرى حرجا فيها ويتعايش معها، وثانيا ضعف العقيدة أو فسادها يؤدي إلى انتشار هذه الممارسات الشاذة داخل المحاضن الدينية، وفي المقابر وبجوار المساجد العتيقة وفي مناسبات كالمولد النبوي. وخطورة هذه الممارسات تكمن في كونها تتم داخل فضاء ديني، ففيها مس بالمقدس الديني، وإهانة المقبرة التي تحمل في مخيلة المسلم معنى الموعظة والذكرى والآخرة والموت، لكن عندما يستغل الإنسان هذه الأماكن ويزورها بنية ارتكاب هذه المفاسد فإن هذا المتخيل ينهار ويزول. وينبغي التنبيه إلى غياب مراقبة المجالس العلمية للمواسم، التي تتم في الأضرحة المجاورة لها والمواسم الدينية التي تقوم في مجالها، فلهذه المجالس سلطة التوجيه والإرشاد، ويمكنها أن توجه أئمة المساجد القريبة من الأضرحة للتعرض لهذه الظاهرة في خطبهم وتوجيهاتهم لأفراد المجتمع.