شرعت إسرائيل في ضخ مناورات سياسية جديدة في بورصة التسوية، بعدما اتضح أن شيكاتها من دون رصيد وأن اللغة الوحيدة في سوق التداول متوفرة في الاعتداءات على الفلسطينيين. وتدعو المناورة الإسرائيلية الجديدة إلى عدم اشتعال مع لبنان وتسريع التفاوض مع سوريا وإنجاز اتفاق مع السلطة، بالتوازي مع مبادرة لرئيس الكيان شمعون بيريز تدعو للتفاوض الجماعي لغايات تطبيعية مع العرب، بينما اعتداءات إسرائيل متواصلة ووجد مستوطنوها فرصة لساديتهم من خلال الاعتداء على المزارعين بمناسبة موسم قطف الزيتون. وتبحث وزارة الخارجية الإسرائيلية في مناورة هدفها التوصل إلى اتفاق لا حرب طويل الأمد في لبنان ومنع اشتعال حرب حدود جديدة بين الجانبين وذلك على اثر تقديرات إسرائيلية بعدم إمكان التوصل إلى اتفاق تسوية أو سلام مع لبنان قبل التوصل لاتفاق مع سوريا. وأفادت صحيفة هآرتس أنه تم استعراض هذه المبادرة خلال مداولات جرت قبل أسبوعين في وزارة الخارجية الإسرائيلية حول مستقبل السلام في الشرق الأوسط في إطار تقييم الوضع الدولي الذي تضعه الوزارة كل عام. ونقلت الصحيفة عن مدير وحدة التخطيط السياسي في وزارة الخارجية عيران عتسيون، الذي يرأس طاقما وضع بدائل لخطوات سياسية مع سوريا ولبنان، قوله إنه سيكون بالإمكان التوصل إلى اتفاق سلام كامل مع لبنان فقط بعد تحقيق اتفاق سلام كامل مع سوريا. ورغم ذلك رأى طاقم عتسيون أن بإمكان إسرائيل محاولة التقدم في عملية سياسية منفردة مع لبنان تقود اتفاق لا حرب طويل الأمد. وبحسب الاقتراح الإسرائيلي فإنه سيكون في مركز اتفاق لا حرب كهذه تسوية إسرائيلية لبنانية متبادلة حول الحدود ويضمن ذلك التوصل إلى حل لمزارع شبعا وقرية الغجر وإجراء تعديلات طفيفة على الحدود وفق ما يطالب به لبنان بهدف التوصل إلى مرحلة تنتهي فيه المطالب الإقليمية اللبنانية من إسرائيل. وأضاف الاقتراح الإسرائيلي أن الجيشين الإسرائيلي واللبناني سينفذان الاتفاق من خلال إنشاء أنظمة تنسيق مشتركة بمشاركة قوات يونيفيل الدولية العاملة في لبنان بما في ذلك تنسيق دوريات في كلا جانبي الحدود. ومن الناحية الأمنية وهذا هو الجوهر من الجانب الصهيوني، تطالب إسرائيل بتقييد تسليح حزب الله بشكل ملموس وسيطرة حصرية لجيش لبنان في الأراضي اللبنانية مع التشديد على المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني. والى جانب مناقشة الخطة مع لبنان طرحت اقتراحات عدة تتعلق بالعملية السياسية مع سوريا والسلطة الفلسطينية وفي تلخيص مؤتمر وزارة الخارجية، جاء أن الفرصة الوحيدة للتوصل إلى اتفاق مع سوريا هي استمرار المفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاق يشمل ترتيبات أمنية ل إسرائيل والانسحاب من الجولان. وفي القاهرة، كشف مصدر دبلوماسي أن الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز الذي سيجري مباحثات في شرم الشيخ مع الرئيس المصري، يوم الخميس، سيحمل معه مبادرة جديدة لبحث إجراء مفاوضات إسرائيلية عربية على المستوى الإقليمي يكون للجامعة العربية دور رئيسي فيها. وقال المصدر إن بيريز التقى قبل أيام قليلة الحاخام الأكبر عوفاديا يوسف الذي بارك المبادرة، معتبرا أنه من الخطأ إجراء مفاوضات منفردة مع سوريا أو حتى مع الفلسطينيين، وأضاف عوفاديا أنه يؤيد التفاوض الإقليمي مع الجانب العربي.