خاطرة : ميلاد إنسان

فيمن يثق الانسان في صديق متوثب للقول فيك أم في عدو متلون متربص بك ، فيمن يثق الانسان ؟؟؟
فالابتسامة طعم والحب // سراب بقيعة يحسبه الضمآن ماء // والقلب صخر والصدر قبر والمشاعر خبزا وشعيرا، وتقاتل الناس عن اللقمة وأردى بعضهم بعضا حتى ضاقت الدنيا بما رحبت . في أي خذر إذن ستنتظر العروس فارس أحلامها وشبابنا صار كهلا وبدون مأوى . وتحت أي ظلا ل سيرتاح شيوخنا وفي أي روابي سيلعب أطفالنا وربيعنا قد جفت أوراقه وتساقطت خريفا آخر... ودجى ليله حالك يأبى أن ينقضي ، هذه الشمس تغازل ليله لينجلي وتملأ الكون دفأ وعنبرا ... ولكن تحطم شموخ أشعتها على صخرة عناد ربيع متهالك ؟؟ هذا الطفل الصغير وآخرين مثله ينفثون نفسا آخر في الحياة ويجمعون أشلاء الخريف المبعثرة هنا وهناك ، ويضمدون جراح وأحزان النفوس التي أنهكها أنين الربيع ، وفي الجانب الآخر شيخ يتأمل حركاتهم وتمنى لو يسعفه العمر ويمهله الكبر ليشد على أيديهم .
علت ثغره ابتسامة أمل في غد تخط سطوره أناميل هؤلاء الصغار إيذانا منهم عن ميلاد جديد أكيد سيكون هذه المرة إنسان جذير بالثقة ينثر الحب بفتح الحاء على الصخر فينمو شجرا أخضرا، ويسكب الحب بضم الحاء في كل صدر فيجري ماء زلالا أعذب ... ويصنع من رفات الخريف تاريخا لانسان كم يشقى ليبقى إنسان ...؟؟؟
الأستاذة حفيضة يونوس