مع حلول الشهر الفضيل، يستعرض موقع "برلمان.كوم" لقرائه الأعزاء أشهر الأحداث التاريخية التي وقعت خلال شهر رمضان الأبرك، وبقيت راسخة في الأذهان، وذلك عبر سلسلة تحمل اسم "أحداث وقعت في رمضان". مقال حلقة اليوم من سلسلة "أحداث وقعت في رمضان" يستعرض بناء الجامع الأزهر، أحد أقدم وأهم مساجد مصر والوطن العربي، والذي تم إنشاؤه على يد جوهر الصقلي وهو قائد فاطمي رومي من أصل يوناني من جزيرة صقلية. البناء وضع الخليفة المعز لدين الله الفاطمي حجر أساس الجامع الأزهر في 14 رمضان 359 ه الموافق ل 4 أبريل 970م، في نفس العام الذي فتح فيه جوهر الصقلي مصر وأمر بتأسيس مدينة القاهرة، واكتمل بناء المسجد في 17 رمضان 361ه الموافق 22 يونيو 972م، وكان بذلك أول جامع أنشئ في مدينة القاهرة، وهو أقدم أثر فاطمي قائم في مصر. وحسب المؤرخين، تمت تسمية المسجد في بادئ الأمر بمجسد القاهرة، إلا أن الفاطميين أسموه بالأزهر تيمنا بالسيدة فاطمة بنت النبي محمد صلى الله عليه وسلم التي يلقبها الشيعة ب"الزهراء". عمارة الجامع الفاطمي كان الجامع الفاطمي الذي أنشأه القائد جوهر الصقلي، يتألف من صحن سماوي مستطيل الشكل يحف به ثلاث ظلات من ثلاث جهات فقط. ونظراً لعدم تساوي عرض رواق المحراب مع عرض المجاز القاع، اضطر المعماري إلى تضييقه عند التقائه في المحور بأعمدة إضافية لإيجاد مربع يحمل قبة المحراب. أما تيجان الأعمدة، فارتبطت بأسطورة مفادها أن بالجامع طلسماً، فلا يسكنه عصفور ولا يفرخ به، وكذلك سائر الطيور من الحمام واليمام، وهي صور طيور، كل صورة على تاج عمود. مسجد الأزهر يعتبر ثاني أقدم جامعة قائمة بشكل مستمر في العالم بعد جامعة القرويين، ومن أوائل الجامعات المخصصة في العالم الإسلامي لدراسة مذهب أهل السنة وعلوم الشريعة الإسلامية واللغة العربية وآدابها. جامع الأزهر ليس فقط قبلة العلم ومنارة للحضارة الإسلامية أو مسجد أثري عريق، بل هو أيقونة من أيقونات القاهرة، وأحد أهم الأماكن التي يرتبط بها المصريين في علاقة روحانية يشهد عليها شارع الأزهر في المناسبات الدينية، لا سيما شهر رمضان الكريم.