لليوم الرابع على التوالي، من فعاليات الدورة الثامنة والعشرين للمعرض الدولي للنشر والكتاب، يعيش الزوار لحظات محاورة ثقافية مع مجموعة من الكتاب والمفكرين بفضاء OLM السويسي بالعاصمة الرباط إلى غاية 11 يونيو الحالي. وكان زوار المعرض، على موعد مع الكاتب الليبي إبراهيم الكوني، لمناقشة سيرة روائية بعنوان "رحلة ذاكرة الصحراء" في جزأين، والتي صدرت حديثا عن دار سعاد الصباح للنشر في رحاب معرض الكتاب، بحضور باحثين مهتمين بالشعر والأدب والرواية. وفي لقاء مفتوح قام بتنشيطه الكاتب المغربي ياسين عدنان، تحدث الكوني عن تطلعاته الأدبية التي تهتم بالصحراء كمنطقة شاسعة ذات أبعاد إنسانية وكونية، في صيغ إبداعية تظهر الإنسان الصحراوي في شمولية تجلياته. واعتبر الكوني أنه "لا يوجد عمل أدبي في العالم يتحدث عن الصحراء وجوديا ودينيا"، لأن "الصحراء ليست مسرحا للنزهة السياحية وظاهرة طبيعية فقط، بل لها أبعادها الكينونية والميتافيزيقية والدينية"، مضيفا أن "الصحراء وطني الذي يسكنني". وأضاف إبراهيم الكوني، الذي تجاوزت إبداعاته التسعين عملا، مؤكداً أن " الصحراء لم تستطع أن تقول كلمتها على المستوى الأدبي"، حيث "لا زلت عاجزا" لأن "الصحراء بالفعل سر كبير". واعتبر ذات المتحدث أنه لا يمكن لأي شخص أن "يكتب جيدا عن الصحراء إن لم يكن صحراويا، ولديه معرفة بخصوصيات إنسان الصحراء الذي تسكنه الأساطير والنبوءات والديانات"، وهي مجالات "لا يستطيع الإنسان الغربي أن يتخيلها". وذكر الكوني أن "الإنسان الصحراوي مختلف عن الآخرين في كل نشاطه"، مشددا على أن "الأدب العربي الكلاسيكي لم يستطع أن يلامس المناطق الروحية للإنسان الصحراوي وبالتالي تقديم حقيقة الصحراء". والجدير بالذكر، أن إبراهيم الكوني كاتب وروائي ليبي، كتب في السياسة والتاريخ وله العديد من الروايات والدراسات الأدبية والنقدية. تطرق الكوني في اعماله الروائية الى الصحراء وفلسفة الرحيل والحب والعلاقة الانسانية ومفهوم الحرية والتأمل. أصدر نحو 81 كتابا، وترجمت أعماله إلى أكثر من 40 لغة، أصدرتها دار سعاد الصباح للنشر، من أبرزها، "التبر" و"عشب الليل" و"جنوب غرب طروادة وجنوب شرق قرطاجنة". وتأسست دار سعاد الصباح للنشر عام 1985 في بيروت وكان أول إصداراتها إعادة نشر مجلة الرسالة المصرية في أربعين مجلدا من بيروت عام 1985. يشار إلى أن الدورة الحالية للمعرض الدولي للنشر والكتاب، المنظمة تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، تعرف مشاركة 737 عارضا من 51 بلدا، منهم 287 عارضا مباشرا، و450 عارضا غير مباشر، يمثلون 51 بلدا، فيما يحل إقليم كبيك ضيف شرف على الدورة. كما تشهد الدورة تقديم عرض وثائقي يتجاوز عدد عناوينه 120 ألف عنوان بحقول معرفية مختلفة ورسالة ثقافية مشتركة، ليكون زوار المعرض من المغاربة والأجانب في رحاب أكبر مكتبة مفتوحة.