الخط : إستمع للمقال يتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر فيه الفاعل الجمعوي والاقتصادي فؤاد عبد المومني، وهو يشتم رئيس الحكومة المغربية، عزيز أخنوش، ويصفه ب"الشفار" الذي ينهب المال من جيوب المغاربة. وخلال مروره ضيفا على برنامج حواري لصحافي مغربي بالخارج، على قناته بموقع التواصل الاجتماعي "يوتيوب"، أمس الجمعة، هاجم عبد المومني رئيس الحكومة ووصفه بعبارة "الشفار"، أي اللص الذي ينهب ويسرق أموال المغاربة، مدعيا بأن الدولة فرضت على أخنوش أداء نسبة 2 أو 3 في المائة من الغنيمة التي يقوم بسرقتها. ولعلّ المثير في هذه الخرجة التي تتضمن خرقا قانونيا واضحا، هو كون صاحبها المعروف فاعلا اجتماعيا وحقوقيا، يتطاول على مؤسسة رئاسة الحكومة بالاتهام والشتم خارج أخلاق الممارسة الإعلامية والتحاورية، وضدا على القانون المغربي الذي يمنع التشهير والقذف والشتم عبر وسائل الاعلام والتواصل. وبالرغم من أن موقعنا "برلمان.كوم" معروف بانتقاداته للحكومة ورئيسها، في إطار ما تسمح به أعراف التصحيح والمساهمة في الإصلاح، فإن مثل هذه الخرجات الإعلامية تتنافى وأخلاق المهنة ورسالة التحليل والتعليق عبر وسائل الإعلام. والغريب في هذا الفيديو الذي يتوفر موقع "برلمان.كوم" على تسجيله، أن المتلفظ بالعبارات القدحية هو رجل يدعي أنه حقوقي، وسبق أن شغل مسؤولا على مؤسسة دولية يرتبط عملها بالشفافية، إضافة الى كونه كان مديرا عاما لجمعية مدنية تنشط في مجال القروض الصغرى. خطوة كشفت مرة أخرى عن التجاوزات التي يرتكبها بعض المتناضلين، بل تطرح ضرورة الإسراع بتخليق العمل الحقوقي والسياسي، وإلا فإن هذه الشعارات ستظل مجرد لغو وكلام يدغدغ مشاعر ثلة قليلة ممن تُصدق خرافاتهم. فعبد المومني الذي سمح لنفسه بوصف مسؤولين بمؤسسات الدولة بالشفارة، بشكل مباشر، ودون تقديم دلائل، بل دون مراعاة للقوانين الجاري بها العمل في بلادنا، والتي تجرم هذا الفعل، هو نفسه عبد المومني الذي ينزعج حينما يُذكره المغاربة بفضيحته وتورطه في خيانة "الأمانة"، وسوء التدبير المالي. لن نتفاجأ إذا ما اختار رئيس الحكومة عزيز أخنوش أن يتوجه للقضاء حماية لشخصه ومسؤولياته وحفظا للأدوار المناطة بالإعلام المغربي.