الخط : إستمع للمقال سجلت دول إقليم شرق المتوسط مؤخرا ارتفاعا ملحوظا في حالات الإصابة بفيروس كورونا، وسط رصد انتشار متحوّر جديد يُعرف باسم "نيمبوس" (NB.1.8.1)، وهو أحد فروع سلالة "أوميكرون" ويصنف حاليا ضمن قائمة المتغيرات الخاضعة للرصد لدى منظمة الصحة العالمية. إذ رغم أن المتحوّر ظهر لأول مرة في يناير 2025، إلا أنه أُدرج رسميا في قوائم المتابعة في ماي، ما أثار مخاوف من موجة جديدة محتملة. وفي هذا الصدد، يرى خبراء الصحة أن "نيمبوس" نشِط نسبيا، لكن لا توجد مؤشرات حتى الآن على أنه يمثل تهديدا وبائيا كبيرا كالذي شكّله متحوّرا دلتا أو أوميكرون الأصلي. ووفقا للدكتور إسلام عنان، أستاذ اقتصاديات الصحة، فإن الحديث عن ارتفاع عالمي في الإصابات بنسبة 97% مبالغ فيه، لأن هذه النسبة مستندة إلى تقارير محلية أو بيانات غير ممثلة، كما يؤكد عنان أن المتحور رُصد في 22 دولة ويشكل نحو 10% من العينات، ما يعكس انتشارا محدودا زمنيا وجغرافيا. ولم ترصد منظمة الصحة العالمية توصيات بفرض قيود جديدة على السفر أو التجارة، لكنها حذرت من أن الفيروس يواصل التحور وقد يؤدي إلى موجات جديدة من العدوى. وتؤكد أن اللقاحات المعتمدة لا تزال فعالة في تقليل احتمالات الإصابة بالأعراض الشديدة والوفاة، مما يجعل تلقي الجرعات المعززة ضرورة، خاصة للفئات الأكثر عرضة للخطر. في سياق متصل، صرح الدكتور ضرار بلعاوي، مستشار العلاج الدوائي السريري للأمراض المعدية، لموقع "سكاي نيوز" أن أعراض متحوّر "نيمبوس" لا تختلف كثيرا عن تلك المصاحبة لمتحورات أوميكرون السابقة، وتشمل التعب، الحمى، آلام العضلات، والتهاب الحلق، مع غياب واضح لفقدان حاستي الشم والتذوق. وأضاف أن الخطر الأكبر يظل على الفئات الهشة، مشيرا إلى أن الدراسات المخبرية تُظهر قدرة المتحور على إصابة الخلايا البشرية بكفاءة أعلى، مع احتمالية أكبر لتجاوز المناعة المكتسبة، خاصة مع تراجع فعالية المناعة الناتجة عن اللقاحات السابقة بمرور الوقت. على الصعيد العالمي، حذرت جهات صحية في المملكة المتحدة من موجة صيفية محتملة يقودها "نيمبوس"، بعد تسجيل زيادة بنسبة 97% في الحالات الإيجابية مقارنة بشهر مارس. كما أُبلغ عن أكثر من 300 حالة وفاة مرتبطة بكوفيد-19 خلال شهر ماي في إنجلترا وحدها، ما يعيد التذكير بأن الفيروس لا يزال نشطا وقادرا على إحداث موجات جديدة، ولو كانت أقل شدة من سابقاتها. ورغم أن المؤشرات لا تدعو للذعر، فإنها تؤكد ضرورة الاستمرار في الرصد الوبائي والتزام الإجراءات الوقائية، مع التركيز على تحصين الفئات الضعيفة باللقاحات المعززة، لتقليل فرص الانتشار وتخفيف العبء على الأنظمة الصحية. الوسوم شرق المتوسط كورونا متحوّر "نيمبوس"