الخط : إستمع للمقال تحولت منطقة "بوشوك" بدينة سلا منذ ساعات الفجر الأولى، وتحديدا منذ السادسة صباحا من يومه الجمعة، إلى مسرح لفضيحة بيئية بامتياز، إثر تسرب مائي هائل لأنبوب رئيسي، وهذا التسرب لم يكن وليد الصدفة، بل نتيجة واضحة لإهمال وتقصير الشركة المكلفة بتدبير قطاع الماء بمدينة سلا. وحسب المعطيات التي استقاها موقع "برلمان.كوم" من عين المكان، فإن الساكنة استفاقت على وقع انقطاع تام للماء عن منازلها، حيث استنكرت بشدة هذا العبث الذي عكر صفو صباحهم وخلق توترا غير مسبوق في سير حياتهم العادية. والمثير للاستياء، بل والصادم، هو الموقف اللامبالي لشركة "ريضال" المكلفة بتدبير قطاع الماء الصالح للشرب، فساعات طويلة مرت على وقوع المشكل، والماء يتدفق بغزارة ليشكل سيولا في موقع الأشغال التي أصبحت بركة كبيرة، بينما الشركة في سبات عميق، غير مكترثة لحجم الإهدار المائي الهائل. وعندما تكرَّمت "ريضال" بحضورها المتأخر إلى عين المكان، لم يختلف المشهد كثيرا، فعوضا عن سرعة التدخل والفعالية المطلوبة في مثل هذه الأزمات، استغرق عمالها وقتا طويلا لمعالجة العطب، وهذا البطء والتراخي أدى إلى إهدار كميات هائلة من الماء، في وقت تعيش فيه مدينة سلا والعديد من المدن المغربية الأخرى أزمة جفاف خانقة وندرة غير مسبوقة في الموارد المائية. إن ما حدث في "بشوك" بمدينة سلا ليس مجرد عطب تقني عابر، بل هو مؤشر خطير على غياب المسؤولية والاحترافية لدى الجهة المكلفة بتدبير مورد حيوي كالماء، فكيف يمكن تفسير هذا الإهمال في تثبيت الأنابيب؟ وكيف يمكن تبرير هذا التأخر في الاستجابة؟ والأهم من ذلك، من سيحاسب على هذه الكميات المهدورة من الماء في ظل أزمة الجفاف؟ الوسوم الجفاف المغرب رضال سلا