الخط : إستمع للمقال حلت الوزيرة أمل الفلاح السغروشني، وزيرة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، ضيفة على برنامج "ديكريبطاج" المذاع عبر إذاعتي "إم إف إم" و"برلمان راديو"، الذي يقدمه الإعلامي عبد العزيز الرماني، في حوار كشفت فيه عن الأبعاد الإستراتيجية للمناظرة الوطنية للذكاء الاصطناعي، مؤكدة على ضرورة إشراك كافة الفاعلين في رسم خارطة طريق مغربية لهذا المجال الحيوي، كما تطرقت الوزيرة إلى أهمية المناظرة كخطوة تأسيسية، والتحديات المطروحة، وطموح المغرب ليكون رائدا في هذا المجال بعيدا عن "الاستعمار الرقمي". اعتذار وتعهد في مستهل حديثها، قدمت الوزيرة السغروشني اعتذارها الخالص للمهتمين الذين لم يتمكنوا من المشاركة في المناظرة الوطنية للذكاء الاصطناعي بسبب تجاوز العدد المسموح به 2000 مشارك، وأكدت أن الهدف الأساسي من تنظيم المناظرة هو تحقيق أقصى درجات التشاركية، وضمان إسهام جميع الباحثين والفاعلين من القطاعين العام والخاص في صياغة خارطة الطريق الوطنية للذكاء الاصطناعي، مشددة على أن المرحلة الراهنة هي "وقت تأسيسي" للذكاء الاصطناعي في المغرب، ووعدت بأن المناظرات المستقبلية ستوفر "فضاء أكبر وأوسع وأرحب" لاستيعاب جميع الراغبين في المشاركة. مسؤولية مشتركة وأوضحت الوزيرة أن تنظيم المناظرة كان ضرورة ملحة بالنظر إلى أن الذكاء الاصطناعي يمثل "مسألة تهم الجميع من الناحية السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية"، وهو "موضوع شامل ولجميع الفئات"، مؤكدة أن النقاشات التي دارت خلال المناظرة كانت "مسؤولة" و"تنطلق من الواقع المغربي"، وشهدت مشاركة واسعة من برلمانيين، واقتصاديين، وأكاديميين، ورؤساء جامعات، ووزراء، بالإضافة إلى مؤسسي المقاولات الناشئة. وأشارت الوزيرة إلى أن المناظرة شهدت 14 حلقة نقاش على مدار يومين، تميزت بحضور كثيف وقاعات ممتلئة، وبمشاركة 135 متحدثا من 35 بلدا، مؤكدة أن التحضير للمناظرة في ثلاثة أشهر فقط أثبت قدرة المغرب على التجاوب مع مختلف القطاعات والمؤسسات. واعتبرت الوزيرة أن المناظرة كانت بمثابة "الانطلاقة الرسمية" لترسيخ الذكاء الاصطناعي في المملكة المغربية، مؤكدة على ضرورة إشراك الجامعات، والأساتذة، والحكومة، والشركاء الدوليين، ورؤساء الهيئات، والمنظمات الدولية لتحقيق هذا الهدف. مخاوف وتطلعات من جانبه، وصف الخبير عبد القادر الكيحل اختيار هذه المناظرة بأنه "اختيار موفق"، مشيدا ب"طفرة" تجمع بين الكفاءة العلمية والممارسة السياسية في شخص الوزيرة السغروشني، مشيرا إلى أن المواطن المغربي لديه تساؤلات وتخوفات كبيرة بخصوص الذكاء الاصطناعي، لا سيما فيما يتعلق بقضية القيم وعلاقة هذه التقنية بالتعليم، مبرزاً توجس رجال التعليم حول مستقبل المعارف وكيفية التعامل مع الذكاء الاصطناعي. كما لفت الانتباه إلى ضرورة ربط الوعظ الديني بالاستخدام الأمثل للذكاء الاصطناعي، مؤكدا على الحاجة لتقديم إجابات مطمئنة للمواطنين. وتساءل الخبير حول أهمية تحفيز الموظفين على الانخراط في التكوين لمواجهة تحديات الرقمنة وثقافة الموظف في العلاقة معها. سيادة رقمية وفي ردها على هذه التساؤلات التي أوردها الكيحل، أكدت الوزيرة السغروشني أن الخوف من الذكاء الاصطناعي هو "أمر طبيعي وعالمي"، مشددة على ضرورة "عدم الخوف" و"ضبط" هذا المجال من خلال "التحسيس" و"التكوين" لجميع شرائح المجتمع. وأشارت إلى أن الاهتمام بالذكاء الاصطناعي ينبع من كونه يشمل كل ما هو عسكري ومدني، وأن "سيادة الدول لا يمكن أن تخرج عن الذكاء الاصطناعي". وحذرت الوزيرة من الوقوع في "نوع من الاستعمار الرقمي"، مؤكدة أن طموح المغرب يتجاوز مجرد البرمجة، فالمغرب يمتلك "عباقرة" ويجب أن يكون "الأولين في الاستفادة". وفي هذا السياق، كشفت الوزيرة عن إطلاق برامج تكوين بالشراكة مع جامعة محمد السادس، ودروس تحسيسية لتوعية الناس، بالإضافة إلى توقيع اتفاقية مع رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم، فوزي لقجع لتدريب 200 ألف شاب، في خطوة تهدف إلى إعداد الأجيال للمستقبل الرقمي. الوسوم الذكاء الاصطناعي المغرب الملك محمد السادس