الخط : إستمع للمقال سلط بناصر بولعجول، المدير العام للوكالة الوطنية للسلامة الطرقية، الضوء على الجهود المبذولة لمواجهة تفشي ظاهرة حوادث السير في المغرب ومدى احترام المواطنين ومستعملي الطريق لقوانين السير، وذلك ضمن جوابه على سؤال طرحه موقع "برلمان.كوم" في إطار الندوة الصحفية التي عقدتها (NARSA) اليوم الإثنين، مشددا على أهمية التشخيص الدقيق والمتكامل للظاهرة، وأن محاربتها تتطلب انخراطا جماعيا من كافة مكونات المجتمع المغربي. تجارب ناجحة أكد المدير العام على ضرورة أن يكون المهنيون والمجتمع والمؤسسات التعليمية والمختلفة قدوة في السلوكيات المرورية، مشيرا إلى تجارب ناجحة في بعض المدن الشمالية مثل طنجة وتطوان والمضيق، حيث يتجلى احترام ممر الراجلين كثقافة مجتمعية متأصلة. ولاحظ بولعجول أن هذا الالتزام ينتقل حتى إلى المواطن المغربي القادم من مدن أخرى كالدار البيضاء والرباط ومراكش عندما يحل بمدن الشمال، وذلك بفضل وجود "منظومة حاضنة" لا يمكن الخروج عنها. كما تطرق بولعجول إلى التطور الكبير الذي شهدته البنية التحتية في المملكة المغربية، مؤكداً أن هذا التطور يساهم بدوره في تعزيز السلامة الطرقية، وفيما يخص تأطير السلوكيات، أوضح المدير أن ذلك يتعلق بالتربية والتحسيس والمواكبة، مشيراً إلى أن هذه العناصر وحدها لا تكفي، بل يجب أن يقترن بها الاحترام الصارم للقانون. مراقبة صارمة وفي سياق متصل، شدد بولعجول على أن مراقبة الدراجات النارية ستكون صارمة، مع إطلاق مبادرة تستهدف الموزعين والمحلات التي تبيع هذه الدراجات بالمغرب، وأفاد بأنه سيتم افتحاص نقاط البيع، وفي حال ضبط أي محل يبيع دراجات نارية مخالفة لمحضر المصادقة، سيتم تطبيق القانون بحذافيره بالتعاون مع المصالح الأمنية ووزارة الداخلية. وأكد المدير العام أن الهدف الأساسي من كل هذه الإجراءات ليس المراقبة في حد ذاتها، بل السعي نحو احترام قانون السير، لأن الأمر لا يتعلق بالأفراد فقط، بل بالسلام الاجتماعي ككل. وأعرب عن ثقته في قدرة المغرب على محاصرة حوادث السير بفضل ما يتوفر عليه من إمكانيات، وقوى حية، وذكاء اجتماعي، وموارد بشرية وتقنية. ولفت بولعجول إلى أن التوعية والتحسيس، على الرغم من أهميتهما، تظلان غير كافيتين بمفردهما، حيث تم تجربة مختلف الطرق التواصلية بما فيها الدرامية والعاطفية والإخبارية والتربوية، مشددا على ضرورة تبني مقاربة تواصلية مندمجة تجمع بين البعد الإخباري والتربوي والعاطفي، و أن حوادث السير ليست مجرد أرقام، بل لها مخلفات اجتماعية واقتصادية كبيرة. فتكلفة حوادث السير تقدر بنحو 1.7% من الناتج الوطني الخام، أي ما يقارب 20 مليار درهم سنوياً، بالإضافة إلى آثارها السلبية العميقة على الأسر المغربية. الوسوم NARSA الدراجات النارية المغرب بولعجول