منتشيا بشعارات شبيبة حزبه الحماسية من قبيل “بنكيران ارتاح ارتاح.. سنواصل الكفاح”، و”الشعب يريد ولاية ثالثة”، اختار عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة المعفى، أن يحرك اسطواناته الكلامية بعد أكثر من أربعة أشهر من الصوم عن الحديث السياسي، وذلك خلال مثوله أمس الأحد في الجلسة الافتتاحية للملتقى الوطني الثالث عشر لشبيبة العدالة والتنمية الذي ينظم بمدينة فاس. بنكيران الذي اختار أن يتحدث عن خطاب الملك بمناسبة عيد العرش ال18 بالقول لشبيبة وشيوخ حزبه الحاضرين إنه “في هذه الظروف العصيبة لا يمكن أن أتكلم معكم وكأن شيئا لم يقع.. هناك أشياء مؤسفة دفعت جلالة الملك إلى خطاب قاس على الأحزاب والإدارة”، مشيرا حسب تعبيره أنه “لا مصلحة للبلاد دون أن يكون الملك قائدا لها واخا يغوت علينا لأنه ملكنا”. كما خاض بنكيران أيضا في علاقة الملك بالحسيمة حين طلب حسب وصفه “الملك، بصلاحياته، عليه أن يضع حدا لما يقع في الحسيمة؛ وهو يمكنه ذلك، لأنه “فاش كاتحراف لينا نعود إليه”، متسائلا “لو كانت العدالة والتنمية هي من تسير المنطقة محل الأصالة والمعاصرة، ماذا سيقع له؟”. جرأة بنكيران اتجاه الملك لم تغطها إلا محاولته في كلمته، اشعال فتيل التوتر داخل التحالف الحكومي القائم والذي يقوده رفيقه العثماني، من خلال ضرب الأحزاب بعضها ببعض، لتحقيق تفجير قريب للتحالف، حين تساءل “لماذا خمسة أشهر من البلوكاج؟” مشددا على أن “الأمر يحتاج فعلا إلى تحقيق من جميع الأحزاب التي كانت سببا فيه والتي توحدت على كلمة سواء”. وبما لا يدع مجالا للشك في بقاء غصة إدخال الاتحاد الاشتراكي للحكومة ضدا عليه، حتى الآن، هاجم بنكيران حزب ادريس لشكر قائلا، “استغرب إقحام حزب لم يستطع الدفاع عن المغرب في الشبيبة الاشتراكية في الحكومة، وقال إنه يريد الدفاع عن الوحدة الوطنية”، في إشارة إلى إشراك الاتحاديين. من جانب آخر طمأن بنكيران مناصريه بأنه لن يغادر الحياة السياسية، بالتأكيد على أنه “ما زلت حيا أرزق، وسأقوم بدوري، وإن كتب الله شيئا مما قد يصيب الناس أقول لكم: إني أرى فيكم مثلي أو أفضل مني، لأننا لسنا في مباراة لكرة القدم”، معتبرا أن “خدمة الوطن التي أقرها الملك له بعد إعفائه تعرفت عليها من خلال وجوه المواطنين، لأني ذهبت مرفوع الرأس ولا مشكلة إن أرادوا نكران كل هذا”، على حد قوله. بنكيران لم ينس مهاجمة حزب الأصالة والمعاصرة، واصفا إياه “بالحزب الذي تأسس في 2008 وحصد الانتخابات في 2009، وفي 2011 بعد الزلزال الذي أطاح برؤوس كثيرة، فإن الحزب المعلوم لم يستطع الحصول على أي مرتبة مشرفة”، متهما “زعماءه بالهروب في 2011 كما هربوا عند أحداث الحسيمة نحو الولايات المتحدة”.