عاد جدل الساعة الإضافية إلى مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بمجرد إعلان العودة إليها، يوم أمس الأحد 9 يونيو الجاري بعد انتهاء شهر رمضان، وعقب ذلك، عبر العديد من النشطاء والحقوقيين عن رفضهم المتواصل لإضافة ساعة للتوقيت القانوني للمملكة، لما لها من آثار سلبية على الصحة. وفي هذا الصدد، كتب أحد المواطنين بطريقة ساخرة: “انتقلنا بحمد الله وتوفيقه من ساعة الصيام إلى ساعة “رونو”.. أقسم لكم بالله مازلت أنتظر الكشف عن الدراسة اللي قال لينا وزير الوظيفة غادي ينشرها في مارس ديال السنة الهجرية”. وكتب آخر على حائطه بموقع “فيسبوك”، “وسط اعتراض كبير من طرف المغاربة، تمت العودة إلى الساعة الإضافية في ظل عدم الإفراج عن مضامين الدراسة التي قامت بها وزارة الوظيفة العمومية، وسبق أن التزمت بكشف نتائجها شهر مارس الماضي”. وكانت العديد من الجمعيات الحقوقية، قد أبدت رفضها القاطع لقرار الإبقاء على (GMT + 1)، من بينها جمعية الدفاع عن حقوق الإنسان، التي أبدت مجموعة من الملاحظات حول خلاصات تقرير المرحلة الأولى من الدراسة المتعلقة بالإبقاء على التوقيت الصيفي؛ المنشور من لدن الوزارة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بإصلاح الإدارة والوظيفة العمومية، مشيرة إلى أن “ما قدم باسم الدراسة غير مؤرخ، ولم تتم الإشارة فيها إلى مكتب الدراسة”. وأوردت الجمعية ضمن الملاحظات أنه “في إطار منهجية التقييم، ركز التقرير على تقييم التجربة واستقصاء آراء المواطنين والفاعلين الاقتصاديين ودراسة مقارنة، كل هذا بخصوص تأثير تغيير الساعة؛ لكنه في هذه الإجراءات قد أغفل عمدا أو سهوا أن تغيير الساعة الذي ينكب على دراسة أثره لا يتخذ شكلا واحدا؛ بل على الأقل شكلين وهما تغيير الساعة من توقيت مطابق لغرينتش إلى توقيت يتجاوزه بساعة أي من توقيت عادي، قانوني، متعود عليه وقار إلى توقيت غير عادي، غير قانوني، غير متعود عليه وجديد”. وعن النتائج الأساسية لاستقصاء الرأي وتقييم التجربة المغربية، والتي أشار فيها التقرير إلى أن “المرور إلى التوقيت الصيفي يزيد من الشعور بالأمان خلال الفترة المسائية، بينما يبدو أن التغيير المتكرر للساعة يسبب زيادة عدد حوادث السير في المغرب، كما هو الحال في البلدان الأخرى التي تطبق هذا الإجراء”. أوضحت جمعية الدفاع عن حقوق الإنسان أنه “إذا كان اعتماد التوقيت الصيفي يزيد من الشعور بالأمان خلال الفترة المسائية، فإن هذا الشعور بالأمان ينقص إذاً خلال الفترة الصباحية، حيث أنها، وخاصة في فترة تأخر طلوع الشمس، تعرف شبه انعدام لحركة السير والجولان وللمارة الراجلين، بخلاف الفترة المسائية التي تعرف انتعاشا للسير من طرف المارة الراجلين وكذا السائقين، ناهيك عن الأنشطة التجارية القائمة في هذه الفترة من اليوم”. وتبرر حكومة سعد الدين العثماني، اللجوء إلى إبقاء توقيت “غرينيتش + 1” بتقليص الفاتورة الطاقية؛ ذلك أنَّ إضافة ستين دقيقة إلى التوقيت العادي يمكّن من ربح ساعة من استهلاك الطاقة الكهربائية، إذ يستعان بالإنارة الطبيعية.