منطقة سيدي معروف أولاد حدو.. اختلالات بنيوية وتشوهات مجالية تعاني منطقة سيدي معروف أولاد حدو التابعة ترابيا وإداريا إلى عمالة مقاطعة عين الشق ولاية الدارالبيضاء الكبرى من اختلالات بنيوية وتشوهات مجالية ونقص فظيع في المرافق العمومية وسوء توزيعها بين الأحياء والإقامات الموجودة بحيزها الترابي والمجالي، بالإضافة إلى قلة المجال الأخضر مما يجعلنا نطرح سؤالا حول تصاميم التهيئة بالمنطقة ومدى خضوعها ومطابقتها للمعايير القانونية المعمول بها في هذا الإطار. تمتد منطقة سيدي معروف أولاد حدو على مساحة شاسعة مترامية الأطراف، تحدها منطقة عين الشق غربا ومنطقة لساسفة شرقا ومن جهة الشمال أحياء راقية (فلوريدا- كاليفورنيا- الوازيس)، كما يحدها من جهة الجنوب شريط ممتد من منطقة بوسكورة ودواويرها ( أولاد مالك- أولاد صالح) إلى غاية القطبين الصناعي والحضري لمنطقة النواصر. وتنتمي منطقة سيدي معروف إلى جهة عين الشق التي تعتبر ثاني منطقة من حيث الكثافة السكانية بالدارالبيضاء الكبرى، تضم هذه المنطقة عدة أحياء وإقامات سكنية كبيرة يقطنها المرحلون في إطار برنامج إعادة إيواء وإسكان دواوير الصفيح أو الدور الآيلة للسقوط في المدينة القديمة أو المقتنون للسكن الاقتصادي في إطار تسهيلات القروض البنكية. ونظرا لموقع المنطقة على أطراف المدار الحضري لمدينة الدارالبيضاء، بالإضافة إلى وجود قطبين صناعيين بمنطقة لساسفة وسيدي معروف مع وجود مركب تجاري ضخم ( كزا نير شو)، فإنها أصبحت تعرف كثافة سكانية لا نظير لها، بسبب توافد ساكنة الدارالبيضاء من مختلف الأحياء ومن خارج المدينة إلى هاته المنطقة بحثا عن الشغل وعن صحوة بيئية وهروب من الاختناق والتلوث الذي تعرفه وسط المدينة، إلا أن هذه الكثافة السكانية لم ترافقها تدخلات من طرف الماسكين بالقرار على المستوى المحلي والإقليمي وعلى مستوى مجلس المدينة عموما، مما جعل منطقة سيدي معروف تعاني من اختلالات مجالية ونقص فظيع في المرافق الضرورية للعيش الكريم وندرة المركبات السوسيو اقتصادية والثقافية والنوادي الرياضية وقلة الحزام الأخضر وإهماله. ففي هذه المنطقة توجد مركبات سكنية كبيرة، نذكر على سبيل المثال، حي المستقبل وكذا مشروع باشكو وعمارات سكان المدينة القديمة التي تضم مئات الآلاف من السكان، وهي بدون مرافق عمومية ضرورية من مستشفيات ومؤسسات تربوية ومراكز للتكوين وأقطاب صناعية، حيث نجد العمارات السكنية والتجارية إلى جانب دواوير قصديرية مما يشوه المجال الحضري والعمراني للمنطقة عموما ويضفي عليها طابع الترييف خاصة مع انتشار الباعة المتجولين في الممرات والطرقات واستعمالهم للبهائم والحمير لنقل بضائعهم. إذا قلنا يمكن تشخيص مشاكل منطقة سيدي معروف في نقاط أساسية أهمها: *قلة المرافق الضرورية للعيش الكريم ( مستوصفات صحية- مؤسسات تربوية- نوادي رياضية وثقافية...). *غياب التواصل مع الساكنة من طرف المنتخبين والمؤسسات المكلفة دستوريا بالتأطير والتكوين للمواطنين من جمعيات وأحزاب، حيث تسجل ساكنة المنطقة غياب المنتخبين مباشرة بعد انتخابهم بعد أن يكونوا قد أمطروهم بوابل من الوعود الزائفة والتنظيرات الدغمائية. *عدم مواكبة الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للساكنة خاصة الشباب من خلال التواصل معهم والاستماع إليهم ومرافقتهم والأخذ بيدهم لإخراجهم من وضعية الهشاشة الاجتماعية والنفسية وإبعادهم عن الشعور باليأس والإحباط والسلوكات الشاذة والمضطربة وبالتالي الاشتغال على الرأسمال البشري هو أهم رافعة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية من خلال التأهيل الاجتماعي والاقتصادي للساكنة. *غياب التأهيل المجالي والتنويع البيئي للمنطقة، وذلك عن طريق فك العزلة عن المنطقة وربطها بمختلف الجهات عبر وسائل النقل العمومي وخلق محاور ومنافذ جديدة وفتح وتهييئ الممرات والمشاريع. * كما تعاني هذه المنطقة كذلك من قلة الأحزمة الخضراء وإهمال بعضها، فمن المعلوم أن هذه المناطق الخضراء تشكل الرئة التي يتنفس منها الساكنة، خاصة مع ارتفاع التلوث البيئي بسبب المحروقات التي تنفثها العربات المتحركة والمصانع، وحتى إن وجدت بعض الحدائق فإنها لا تخرج عن الطابع النمطي العام المتمثل في كونها مرتعا للمهمشين والمنبودين في المجتمع ومكانا لتعاطي المخدرات من طرف بعض المنحرفين بعد أن تكون قد فقدت رونقها وخضرتها بسبب قلة الاهتمام والسكن. كل هذا ليس إلا غيضا من فيض من مشاكل واختلالات سيدي معروف التي نأمل أن نكون قد أحطنا بها من كل الجوانب لوضع المسؤولين على الصورة الحقيقة للمنطقة وبالتالي تدخلهم بعيدا عن الحسابات خاصة وأننا في زمن المعلومة والتواصل وبالتالي يجب أن يكون هذا التدخل بعيدا عن الحسابات السياسية الضيقة لإنقاذ المنطقة وفق برنامج شامل ومندمج يستوحي المصلحة العامة للساكنة في إطار المتاح والممكن بعيدا عن الفردانية والأنانية اللتان خلقتهما الرأسمالية.