أعلنت منظمة الصحة العالمية، رسميا، أن اللحوم المصنعة من مسببات السرطان. وفى قرار صادم لجميع عشاق هذه الأكلات وللشركات المنتجة ضمت المنظمة العالمية هذه اللحوم لنفس القائمة التي تحوى السجائر والخمور والزرنيخ والأسبستوس، وهو ما يعد أمرًا خطيرًا للغاية. وجاء هذا القرار بعد انتهاء اجتماع لجنة كبيرة من العلماء، تم اختيارهم من 10 دول مختلفة، واستمر اللقاء على مدار الأيام الماضية، وذلك لتقييم جميع الأدلة العلمية المنشورة في الأبحاث الطبية الحديث حول أضرار اللحوم المصنعة. وأضاف المسئولون أن تناول 50 جراما من اللحوم المصنعة يوميا، أقل من قطعة سوسيس واحدة، يساهم فى رفع فرص الإصابة بسرطان القولون بنسبة 20%. وأشار التقرير إلى أن اللحوم الحمراء تحتوى على تركيزات عالية من الدهون، وأن الصبغ الذي يمنح اللحوم لونها الأحمر المميز قد يساهم في تدمير الغشاء المبطن للأمعاء، وهو ما يجعلها تسبب أضرارا صحية كبيرة. وإلى حدود زوال أمس، لم يصدر أي رد رسمي على قرار إعلان وزارة الصحة العالمية، فيما تعددت الآراء حول مدى خطورة هذا الإعلان. في هذا السياق، أكد الأخصائي في علم التغذية محمد أحليمي أن تناول اللحوم الحمراء بصفة معتدلة، لا تتجاوز مرة واحدة في الأسبوع، لا يؤثر على صحة الإنسان، شريطة احترام سلسلة الإنتاج والذبح والحفظ. وأكد الأخصائي على ضرورة أن يكون مصدر اللحوم الحمراء التي نستهلكها من قطيع يرعى بشكل طبيعي ولا يتناول هرمونات أو مضادات حيوية ولا يخضع لعوامل النمو، مشددا أيضا على وجوب أن تكون طريقة الذبح إسلامية مائة بالمائة "تذكية الذبيحة" وأن يتم حفظ اللحوم فيما بعد في ظروف جيدة. وأوضح أن استهلاك اللحوم الحمراء بكيفية مبالغ فيها يؤثر على جميع أعضاء الجسم بدون استثناء لأنه يؤدي إلى "حموضة الدم" التي تتسبب بدورها في الإصابة بعدد كبير من أمراض العصر، ولاسيما فقر الدم وأمراض الكلي والقلب والشرايين وارتفاع الضغط الدموي وهشاشة العظام ونقص فيتامين " د ". كما يصبح تركيز مواد تسمى "البوليامين"، وهي مواد محفزة للخلايا السرطانية ، كبيرا في الجسم . وبخصوص اللحوم المحولة والمصنعة، أكد الأخصائي أنه يجب تجنب استهلاكها لأنها تكون في الغالب من لحوم مشبوهة وتحوم حولها عدة شبهات، وخاصة استعمال أنواع "خطيرة " من التوابل والإضافات الغذائية تسمى "مونو صوديوم جلوتامات" "إم اس جي". وهي مواد تتوفر على نكهة قوية تحسن من طعم اللحوم. وهي متوفرة أيضا في مكعبات التنسيم وكذا في الشوربات سريعة التحضير. وأشار إلى أنه بالنسبة لبعض أنواع اللحوم المحولة المستوردة، تكون الذبيحة غير إسلامية لأنه يتم الذبح عن طريق الماطادور "المطرقة" أو الصعق الكهربائي أو التنويم وهي طرق لا تسمح بخروج الدم الذي يحتوي على باكتيريا مضرة وسامة من الذبيحة، مبرزا أن العديد من البحوث في الدول الغربية أكدت أن أحسن طريقة للذبح هي الطريقة الإسلامية. وخلص إلى أنه إذا كان اللحم " سيد الأغذية" فهذا يعني أن استهلاكه يجب أن يكون قليلا جدا ومناسباتيا، موضحا أنه من نسبة 100 فالمائة من اللحوم، يجب تناول 25 فالمائة من لحم الطير أي الدجاج "البلدي"، و25 في المائة من اللحوم الأخرى، و50 في المائة من الأسماك . كما أكد محمد أحليمي على ضرورة أن يولي المغاربة اهتماما أكبر للأكل النباتي الذي أوضح أن فيه كل حاجيات الإنسان من الغذاء.