داخل خربة مهجورة مشرعة على الشارع، بدون أبواب ولا حتى نوافذ، يتخلص فيها السكان من النفايات والقاذورات... لطخت جدرانها بالأزبال والرسومات المتسخة... تعيش منذ مدة ليست باليسيرة، شابة مختلة عقليا، تسمى مليكة نعيمي رفقة أطفالها الأربعة مجهولي الهوية. كل شيء داخل البناية يقول بأننا داخل مطرح للنفايات وليس سكنا لآدميين: براز، تبول، أزبال، حيطان ملوثة بقايا دخان، ملابس مبعثرة، وأطفال بعضهم عراة حفاة، يقفزون ويلهون وسط الكوخ حول والدتهم حافية القدمين.. كل الذين يعرفون مليكة نعيمي، يؤكدون أنها تتجاوز الثلاثين بسنوات قليلة، لاتتذكر قصتها، لكن الذين يعرفونها عن قرب يقولون إنها ولدت بقرية سيدي جابر على بعد حوالي عشر كيلومترات من بني ملال، من أب كفيف يبيع البيض، بعد طفولة صعبة رحلت إلى مدينة أكادير، وهناك تعرضت لاغتصاب نتج عنه حمل وبعد إنجابها طفلها الأول تركته هناك وعادت إلى مسقط رأسها. بقرية سيدي جابر أصبحت حاملا مرة أخرى، لكن الطفل سيفارق الحياة بعد ولادته. بيد أن قصتها لم تقف هنا، بل باتت حاملا مجددا ونجبت تباعا أربعة أبناء: طفلتان وولدان في ذلك المسكن المهجور، أكبرهم إكرام عشر سنوات. يحكي بعض السكان الذين يتعاطفون مع مأساتها، أن كل من أراد قضاء وطره يلتجىء إليها، منهم متسكعون وسكارى، يغتصبونها بالليل والنهار، في الصباح والمساء وفي كل الأوقات، فتحمل وتلد في تلك الخربة المهجورة أمام أعين السلطات وحتى الجمعيات الحقوقية، دون أن تجد من يكفلها أو يكفل أبناءها. ابنتها الكبرى ذات العشر سنوات، أصبحت هي الأخرى مهددة بالاغتصاب أمام أعين والدتها. يحكي بعض السكان، أن الأم تتعرض للاغتصاب في بعض الأحيان أمام أعين فلذات أكبادها من طرف المتسكعين والسكارى، مستغلين مرضها العقلي الذي لا يجعلها تدرك وتميز ما يقع لها، بالإضافة إلى عدم وجود من يحميها ويحمي أطفالها: أسماء، إكرام، زهير، منير، مجهولي الهوية، والذين يعيشون على ما يجود به عليهم بعض المحسنين من ملابس وأكل. الكبيرة ثعبان