انطلاق فعاليات مهرجان الأعالي وموسم الخطوبة بإملشيل

احتفل أزيد من عشرين زوجا بزفافهم في موسم الخطوبة بإملشيل لموسم 2012، الذي انطلق يوم الخميس 13شتنبر الجاري، ب "أكدود" المجاور لضريح "سيدي أحمد أولمغني" بجماعة "بوزمو" حوالي عشرين كيلومترا من مدينة إملشيل إقليم ميدلت، كما انطلقت بموازاة معه فعاليات الدورة التاسعة لمهرجان موسيقى الأعالي، الذي ينظمه مركز طارق بن زياد بشراكة مع جهة مكناس وعمالة إقليم ميدلت،و يخلد موسم الخطوبة بإملشيل لقصة حب خالدة تناقلتها أجيال المنطقة كانت تربط بين "إسلي" العريس و "تسليت"العروس،تعود جذورها إلى علاقة غرامية كانت بين شاب من قبيلة آيت إبراهيم و فتاة من قبيلة أيت اعزة وهما قبيلتان من "أيت احديدو" بإملشيل، وحالت القطيعة بين قبيلتيهما دون عقد قرانهما،إلا أن العشيقين استطاعا جلب التأييد لقضيتهما بعد أن أدرفا دموعا ملأت بحيرتي "إسلي" و"تيسليت" المتواجدتين بالمنطقة،حيث قررت القبيلتين التصالح بعد القصة الدرامية وفكرت في تنظيم موسم للزواج الجماعي بإملشيل بمحاذاة بحيرة"تسليت".
ويتقدم كل عريس في موسم الخطوبة بإملشيل بمبالغ مالية رمزية كمهر متواضع للعروس،قبل أن يحضروا وثائقهم أمام اللجنة بخيمة الزواج الجماعي،في طقوس يعتبرها المتتبعون تقديرا لقيمة المرأة بالمنطقة،وبالمغرب بصفة عامة،وجرت مراسيم الزفاف بإملشيل بخيمة كبيرة نصبت خصيصا لهذا الغرض، كما اصطفت العرائس"تسلاتين"والعرسان "إسلان"وهم ينتظرون دورهم للتقدم أمام محكمة الأسرة التي يمثلها قاضيان،تم بين يدي العدول لتوثيق عقد النكاح إيدانا بزواجهما، و شهدت انطلاقة الموسم السنوي حفل عقد القران وتنظيم حفل شاي على شرف العرسان والعرائس ، وإعداد خبز "أبادير".
و يعتبر الموسم السنوي للزواج الجماعي بإملشيل مناسبة، لإظهار تقاليد المنطقة وعاداتها واستعراض الأزياء التقليدية التي تتميز بها المنطقة من محايك ك "تسبنيت" و"تحنديرت" و حلي فضية، كما يستقطب موسم الخطوبة بإملشيل عددا كبيرا من تجار التوابل والملابس ومربي الماشية على اختلاف أصنافها، إضافة إلى الخضر و الفواكه الجافة والأواني الخزفية و الأفرشة المنسوجة من صوف الغنم و الماعز الذي تتوفر المنطقة على قطيع كبير منه، إذ تعرف ساحة "سوق عام" بموازاة مع عقد قران العرسان والعروسات في الخيمة الكبيرة ، رواجا تجاريا ينعش اقتصاد المنطقة الراكد طوال السنة، كما يشكل مناسبة لتوطيد العلاقات بين القبائل التي يعقد أعيانها جلسات داخل خيم بنية وسوداء لتدارس أوضاع المنطقة وبحث ما جد في عالم الفلاحة ووقاية الماشية و مغروسات التفاح وبذور البطاطس، ويستقطب موسم الخطوبة مئات السياح الأجانب من كل بقاع العالم في مقدمتهم السياح الفرنسيين والألمان الذين أعجبوا بتقاليد المنطقة، وعرفت فعاليات موسم الخطوبة بإملشيل لهذه السنة مشاركة فرقة أحيدوس إملشيل، أيت مكيلد عين اللوح، تونفيت، أيت عبدي، تلسينت، كلميمة، كما برمجت اللجنة التنظيمية تكريم نجل الفنان الراحل رويشة.