سيناريو آخر يتكرر صباح اليوم الإثنين، بعاصمة البوغاز طنجة، على شاكلة ما وقع في العاصمة الاقتصادية الدارالبيضاء، لتغرق الأمطار الشوارع والاحياء والبيوت والمحلات، لا بل حتى في الأرواح بعدما لقي أكثر من 20 من العمال مصرعهم نتيجة المياه التي غمرتهم داخل مقر عملهم بإحدى معامل النسيج. بيوت اجتاحتها المياه لتتلف الأثاث وسط صدمة أصحابها، ومحلات لم تستطع أن تساير غزارة الأمطار المتساقطة، لتنفجر البالوعات وسطها مخلفة خسائر مادية لأصحابها، بالإضافة إلى اضطرار الكثير منهم للإقفال من أجل محاصرة المياه. أمطار الخير التي انتظرها الكثير من الناس علها تكون خيرا على العام بأكمله، أصبحت اليوم تؤرق بال الساكنة التي صبت جام غضبها على شركة التدبير المفوض "أمانديس" المسؤولة عن قنوات الصرف الصحي، في مدينة شاء أن يطلق عليها اسم "طنجة الكبرى". فاجعة لم تكن في البال ولا الحسبان بعدما كان يخيل للكثيرن ان "طنجة الكبرى" أصبحت كبرى بشوارعها وقناطرها ومخارج مياهها، قبل أن تفضح ساعات من الأمطار هشاشة بنية لم يمر على إنشائها إلا وقت قصير، ما يطرح معه أكثر من علامة استفهام، خاصة حول الملايير التي صرفت على هذه البنية التحتية وما مدى فعاليتها في ظل أبسط الازمات ما بالك بكوارث أكبر؟ سؤال يتوجه به الكثيرون اليوم إلى المجلس الجماعي بطنجة وإلى الهيئة المنتخبة والسلطات المسؤولة عن تسيير هذه المدينة، التي قدر لها أن تكون تحت رحمة منتخبين انتهازيين، لا تسمع اصواتهم إلا عند اقتراب كل ساتحقاق انتخابي، علهم يظفرون بأصوات ستمكنهم من مصالحهم بدل مصالح هذه المدينة ومواطنيها، ولتبقى درا لقمان على حالها إلى إشعار آخر.