أفادت مصادر مطلعة ان مجموعة من الدواوير بجماعة بني جميل باقليم الحسيمة، تعرف خلال السنوات الاخيرة تحديات خطيرة نتجة للقطع غير القانوني لاشجار الغابات والترامي على الملك الغابوي. وأوضحت ذات المصادر ان الامر يتعلق بدواوير ايت حدو وولاد الشعرة وامزوا ، التي تحولت فيها مساحات شاسعة إلى أراض لزراعة القنب الهندي"التريكية"، التي من شأنها أن تساهم في تدهور وتراجع الغطاء الغابوي، لما يتطلبه هذا النشاط سنة بعد أخرى من أراض جديدة على حساب المساحات الغابوية. وقالت ذات المصادر ان شخص نافذ في المنطقة قام بالسطو على مساحة غابوية في جبل أيت حدو في واضحة النهار وعلى مرآى ومسمع الجميع. بما في ذلك مصالح المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر بمركز بني جميل بإقليم الحسيمة. وحسب ما أظهرته صور للاقمار الاصطناعية فان جبل "ايت حدو" يعرف استنزافا كبيرا للغطاء الغابوي، وتم تحويل جزء منها الى أراضي فلاحية، مما يطرح التساؤل حول دور مندوبة المياه والغابات في حماية هذه الثروة المهمة.
وكما توضح الصورة ففي سنة 2010 كان الجبل مغطى بالغابة. فإذا قارناها بصيف سنة 2019 سنجد الفرق كبير. وتقدر المساحة التي قطع غابتَها بأكثر من 100 ألف متر مربع كما توضحه صورة القمر الصناعي. وحسب ما اكده بعض سكان الدوار فان هذا الجبل كان قبل 10 سنوات وعرًا بتضاريسه الصعبة لا يستطيع الإنسان أن يعتلي قمته بسهولة، قبل ان يتم فتح مسلك طرقي وسط الغابة يؤدي الى الارض الفلاحية التي عوضت الغابة. وتشتكي ساكنة هذه المنطقة من نقص مياه الشرب، حيث ان الآبار والعيون التي تشرب منها الساكنة يَبِسَت وانعدم منها المياه، بعضُها يبست بشكل كامل وبعضها بشكل جزئي، بسبب قيام مستغلي الاراضي الفلاحية حَفروا عدة آبار في الجبل ويتم تخزن الماء في سَدَّيْن كبيريْن أحدهما بمساحة 800 متر مربع. وتطالب ساكنة المنطقة بتدخل السلطات المعنية كل في مجال اختصاصه، لحماية الغابة، وانقاذهم من العطش بسبب استنزاف الفرشة المائية.