تحول تصرف بطولي إلى مأساة في حي سيفهوك بمدينة أنتويرب البلجيكية، بعدما قُتل شاب تونسي يبلغ من العمر 32 عاماً، طعناً بسكين حين تدخل لإنقاذ امرأة تعرضت للتحرش من طرف مراهق. الحادثة وقعت زوال يوم الأحد 25 ماي الجاري، حين كان إلياس زيري جالساً مع أصدقائه في ساحة "دوينبلاك"، قبل أن يلمح سيدة في موقف مقلق رفقة طفلها الصغير. الضحية، الذي يقيم في بلجيكا منذ خمس سنوات بشكل غير نظامي، اقترب من المعتدي البالغ من العمر 18 سنة، وطلب منه مغادرة المكان دون أن يلجأ إلى العنف. لكن الشاب، الذي كان قد تحرش بالسيدة نفسها في اليوم السابق، استل فجأة سكيناً، ووجه طعنة قاتلة إلى صدر إلياس، جعلته يترنح ويسقط أرضاً، قبل أن يفر المعتدي من المكان. السيدة التي أنقذها إلياس، وتُدعى مانويلا رايماكيرس، روت تفاصيل اللحظات الأخيرة قائلة: "نزعت قميصي وضغطت به على جرحه، لكني رأيت الحياة تغادر عينيه تدريجياً… لقد مات بين ذراعيّ". وأضافت وهي لا تزال تحت الصدمة: "أشعر بالذنب… لقد قُتل لأنه حاول إنقاذي". فيما هرع أصدقاء إلياس خلف الجاني، وتمكنوا، بمساعدة الشرطة، من توقيفه. وقد وُضع رهن الاعتقال وقدم أمام قاضي التحقيق، ومن المرتقب أن يُحتفظ به في الحبس الاحتياطي إلى حين استكمال التحقيقات. الضحية، الذي سبق له أن عاش لفترة في ألمانيا وتزوج هناك وأنجب ابناً قبل أن ينفصل عن زوجته، كان يعمل بين الفينة والأخرى في قطاع البناء. ويصفه أصدقاؤه بأنه "رجل طيب ذو قلب كبير، دائماً مستعد لمساعدة الآخرين"، حسب ما قاله صديقه أشرف. في ختام الأسبوع، يعتزم سكان الحي تنظيم وقفة صامتة في ساحة "دوينبلاك" تخليداً لروح إلياس، وللتعبير عن رفضهم للعنف المتزايد والتحرش في الأماكن العامة، في رسالة تضامن قوية من الحي الذي صُدم من هذا الحادث المروع.