شهدت العاصمة الهولندية خلال انعقاد قمة حلف الناتو حادثة أثارت موجة غضب واستياء واسعين، بعدما أقدم زعيم حركة بيغيدا المعادية للإسلام، إدوين فاغنسفيلد، على تمزيق وتدنيس نسخة من القرآن الكريم بشكل علني خلال تظاهرة أثارت جدلا كبيرا حول حدود حرية التعبير. فاغنسفيلد، المعروف بمواقفه المتطرفة والمعادية لما يسميه "أسلمة هولندا"، استغل مناسبة التظاهر ليعبر عن رفضه لما وصفه بتدخل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الشأن الهولندي، قائلا إن تدنيس المصحف هو "رد فعل على هيمنة الإسلام والتدخلات التركية في أوروبا"، على حد تعبيره. وخلال مشاركته في برنامج تيلفيزيوني، حاول فاغنسفيلد مقارنة ما قام به بدعوات التضامن مع القضية الفلسطينية، قائلا: "عندما يريد البعض رفع علم فلسطين عند نصب الهولوكوست، يُسمح لهم بذلك، بينما نحن لا يُسمح لنا بالتظاهر إلا في أماكن محددة"، معتبرا أن هذا "كَيْل بمكيالين". ورغم احتجاج عدد من المارة على هذا الفعل واعتبارهم أنه لا يرقى لمستوى التعبير السلمي، بل يمثل "إهانة متعمدة"، فإن الشرطة الهولندية امتنعت عن التدخل، مشيرة إلى عدم وجود ما يبرر توقيفه قانونيا في تلك اللحظة، وهو ما زاد من حدة الجدل. وفي تصريحه المثير للجدل، شبّه فاغنسفيلد حملته ضد الإسلام بما جرى في عام 1945 ضد النازية، قائلا: "سندوس الإسلام كما دُسّت القومية النازية"، في خطاب أثار إدانات واسعة من منظمات حقوقية وشخصيات سياسية.